بعد ثلاثة أفلام قصيرة نفذها في أربعة أعوام، حلم خلالها بتحقيق أول فيلم طويل له، وكان آخرها "الحمام" الذي أظهر مقدرة هذا المخرج الشاب ونظرته السينمائية الصافية، ها هو ميشال كمون يستعد للبدء، قريباً بتصوير فيلمه الروائي الطويل الأول "تو". و"تو" اختصار لاسم الشخصية الرئيسية فيه: توفيق، الفتى المراهق الذي يمضي، من دون أن يكون يرغب في ذلك حقاً، ليلة غريبة بين بيروت والمناطق المحيطة بها، مع عدد من رفاقه ورفيقاته. تمكنه من القيام برحلة في لبنان اليوم، لبنان ما بعد الحرب والبركان، منظوراً إليه بعيون جيل لا يعتبر نفسه، اليوم، مسؤولاً عن الحرب، لكنه يجد نفسه مأسوراً في ما تلاها، اجتماعياً وأخلاقياً وثقافياً. في "الحمام" الذي يبلغ طوله عشر دقائق، والذي عرض خلال عدد من المهرجانات، صوّر ميشال كمون، بنوع من السخرية السوداء، وفي أسلوب يتفاوت بين تقطيع ألفريد هيتشكوك ولوحات الرسام البريطاني دايفيد هوكني، تمرد الأشياء الحنفيات، الأبواب، المياه نفسها، على الإنسان حتى إغراقه بها في نهاية الأمر، والقضاء عليه. هذه النظرة الساخرة - القاسية، كان كمون نفسه 31 سنة ألقاها في فيلمه السابق "كاتوديك" الذي حققه يومها لحساب شبكة "آرتي" الفرنسية - الألمانية، على عالم الإعلام والإعلان التلفزيوني. وقبل ذلك كان حقق فيلماً قصيراً أولاً بعنوان "ظلال" أهداه الى الراحل مارون بغدادي، وصور فيه هاجس الحرب وضحاياه من خلال حكاية غريبة لعابر بالسيارة بين شطري العاصمة اللبنانية يلتقي يومياً نظرات شاب يكتشف في نهاية الأمر أنه ليس أكثر من صورة لشهيد ملصقة على جدران وسط المدينة. في "تو" لن يستخدم ميشال كمون نجوماً معروفين. سيكتفي بالهواة الذين بدأ بالبحث عنهم منذ مدة، بالتوازي مع بحثه عن أماكن التصوير.