قال نائب لبناني مطلع عن كثب على موقف البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير، إن بكركي ترفض الربط بين الانسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان تنفيذاً للقرار الدولي الرقم 425، ومطالبة البعض بتطبيق القرار الرقم 520 الداعي الى خروج القوات الأجنبية من لبنان، وأكد أن مسؤولين في "التيار الوطني الحر" الذي يقوده العماد ميشال عون ومقربين من رئيس الجمهورية السابق الشيخ أمين الجميل سمعوا كلاماً واضحاً لدى زياراتهم لرأس الكنيسة المارونية في لبنان. ولفت الى أن البطريرك صفير يميز في موقفه بين رفضه القاطع التعرض للحريات العامة من خلال العنف الذي لجأت إليه الأجهزة الأمنية في تفريق الطلاب المتظاهرين، وتبنيهم إلى طروحاتهم السياسية التي ينظر إليها على أنها ليست في محلها. وأضاف "إن مآخذ أطراف مسيحيين على الدور السوري في لبنان، لا يبرر لجوء البعض الى فتح ملف الوجود العسكري السوري تزامناً مع استعداد إسرائيل للانسحاب من جنوبلبنان، على نحو يقلق سورية من جهة ويعيد الانقسام الداخلي الى الواجهة، مع أننا في غنى عنه في الظرف الحاضر، ونحن أحوج ما نكون الى وحدة الصف الداخلي". وأكد النائب "ضرورة فتح حوار صريح مع الشباب عموماً والطلاب خصوصاً، لأنه يسهم في تنفيس أجواء الاحتقان ويسمح بتفكيك القوى التي أخذت تتحرك تحت لافتة تطبيق القرار 520، كأنها تبحث عن انتصار وهمي ليس في متناول اليد في محاولة للتخفيف من وهج الانتصار اللبناني المترتب على تنفيذ القرار 425". واستبعد "أن يكون هناك قوى إقليمية ودولية تدعم قرار بعض الأطراف الرئيس الجميل، التيار الوطني الحر، "القوات اللبنانية" المحظورة في خوضهم المعركة السياسية التي بدأوا بها ضد الوجود السوري في لبنان، بعنوان تطبيق القرار 520". وقال "إن القوى الإقليمية والدولية وتحديداً الولاياتالمتحدة الأميركية وفرنسا ليست في وارد تبني طروحاتهم، وإن كانت تطلق في الوقت الحاضر إشارات تتطلع عبرها الى توفير ضمانات لبنانية ومن خلالها سورية تدعم دور القوات الدولية في حفظ الأمن في الجنوب، فور إنجاز الانسحاب الإسرائيلي، ولن تذهب بعيداً الى حدود إعلان حرب سياسية على دمشق". ونقل النائب عن ديبلوماسيين غربيين في بيروت "أن الوجود السوري غير مطروح على بساط البحث وأن الحاجة الى دور دمشق الأمين ما زالت ضرورية على رغم أن قوى خارجية تحاول الإفادة من التحرك المناوئ لسورية لأغراض تتعارض كلياً مع الأهداف التي تطرحها قوى معارضة مسيحية". واستبعد "أن تكون هناك عناصر محلية جديدة انضمت الى المعادلة التي تسعى المعارضة المناوئة لسورية الى التأسيس لها، خصوصاً في الوقت الحاضر، إذ إن المطالبة بذهاب القوات السورية تفتقد الى دعم دولي وستبقى حتى إشعار آخر في إطار إعلامي، الى أن تكتشف أن من يتعاطف معها خارجياً يرغب في توظيفها لتمرير انسحاب إسرائيلي هادئ وآمن من لبنان".