} سجلت أمس مواقف عدة من الانسحاب الإسرائيلي المحتمل من جنوبلبنان، أبرزها للبطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير الذي دعا الى تطبيق القرارين الدوليين الرقمين 425 و426، وكذلك من تصريح و زير الدفاع غازي زعيتر عن إمكان نشر قوات سورية الى جانب الجيش السوري في الجنوب، في حال تم الانسحاب الإسرائيلي. دعا البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، في عظة الأحد أمس في بكركي، اللبنانيين "في الظروف القاسية التي تمر بنا، الى تجديد إيمانهم بالله وثقتهم بنفوسهم وبوطنهم ومواطنيهم". وأضاف "أن هناك إشاعات تحاول أن تزعزع إيماننا بعضنا ببعض وبوطننا وقدرته على الخروج من المأساة التي يعانيها منذ أكثر من ربع قرن". وتابع "إن ما يقلق البال الوضع في الجنوب وما سيكون عليه إذا تمت الانسحابات الإسرائيلية المرتقبة، وهناك أقوال مختلفة واحتمالات كثيرة، لكن قرار مجلس الأمن الدولي الذي مضى على اتخاذه 12 عاماً، سبق أن أشار الى الآلية المطلوبة لتوطيد الأمن على الحدود، بموجب القرارين الرقمين 425 و426، وهذا الأخير ينص على تشكيل قوة دولية تتولى التثبت من الانسحاب وتعيد إقامة السلام والأمن الدوليين وتساعد حكومة لبنان في إعادة سلطتها الفاعلة الى المنطقة، وتقوم بكل ما تستطيع من جهود لمنع تجدد القتال، ولضمان عدم استخدام منطقة عملياتها للقيام بأعمال عدائية من أي نوع". وختم "إذا طبق هذا التدبير لا يعود هناك مجال لأي قلق أو خوف". والتقى صفير بعد القداس نواباً ووفوداً قال أمامهم "إن السلام الذي تنتظره منطقتنا منذ زمن بعيد تأخر لسوء الحظ، ويبدو أن عملية السلام ليست قريبة في الوقت الراهن نظراً الى ما يعترضها من صعوبات وإن بلادنا تعاني تأخر السلام". وقال "نحن إذ نشكر الله أن المدفع توقف في لبنان منذ مدة طويلة، نرى أن الجنوباللبناني لا يزال يسقط فيه ضحايا". وقال نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفزرلي إن "القوات العربية السورية موجودة في لبنان بطريقة شرعية بناء على طلب السلطة الشرعية في لبنان، وإذا اقتضت المصلحة الطلب منها مواكبة الجيش اللبناني لمواجهة طروحات معينة، فإن هذا الطلب مبرر شرعياً، وأعتقد أنه سيلقى آذاناً مصغية من الإخوان السوريين". وشدد في مؤتمر صحافي عقده في شتورا أمس، على أن الطريق الوحيدة لإحلال السلام العادل والشامل "تكون عبر تطبيق قرارات الأممالمتحدة كلها ومقايضة كل الأرض في مقابل كل السلام". واعتبر "التيار الوطني الحر" بقيادة العمال ميشال عون أن زعيتر "أعجز من أن يتخذ موقفاً من عنده، وهو بكلامه أكد إمكان ضمان حدود شمال إسرائيل بواسطة الجيش السوري، ما يذكرنا بالرغبة الإسرائيلية المعلنة منذ سنوات في عدم الانسحاب من الجنوب إلا باتفاق مع سورية". "إن إسرائيل التي لا تريد من لبنان سوى الأمن وعلى رغم معرفتها الكاملة بأن سلطته السياسية مرتهنة لم تمس يوماً الجيش السوري في لبنان وكأنه جيش صديق في انتظار تنفيذه مهمة لمصلحتها". وسأل "التيار" في بيان أمس عن "السبب الذي استشهد من أجله آلاف المقاتلين في الجنوب؟ فهل تحول الهدف من تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي ليحتله السوريون؟" ورأى أن "رفض الدولة اللبنانية لقوات دولية تتمركز في الجنوب هو رفض لتنفيذ القرار 426 المتلازم مع القرار 425، وهو خروج خطير عن الشرعية الدولية ودعوة للجيش السوري الى الانتشار في الجنوب واستكمال سيطرته على لبنان". وختم بالدعوة الى تنفيذ قراري مجلس الأمن الرقمين 425 و520 انسحاب كل الجيوش الأجنبية من لبنان.