يشيع غداً الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة إلى مقبرة الأسرة في مدينة المنستير 170 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس حيث ولد قبل أكثر من 96 سنة. ورحل أمس بورقيبة، باني تونس الحديثة، بعد صراع طويل مع مرض القلب والباركنسون، زادته تعقيداً أزمة حادة في الجهاز التنفسي الشهر الماضي استدعت نقله إلى المستشفى العسكري في العاصمة. وعلى رغم إعلان أطبائه أنه تعافى وعودته إلى مقر اقامته في المنستير، لم يصمد أمام المرض. وأوضحت مصادر طبية ل"الحياة" ان صعوبة تلقيه الغذاء وكثرة غيابه عن الوعي عجلتا بوفاته. وترك بورقيبة، الذي رأس تونس بين عامي 1957 و1987، بعدما شغل منصب رئيس الحكومة عام 1956، ابناً واحداً هو الحبيب بورقيبة من زوجته الفرنسية ماتيلد التي عادت معه أواخر العشرينات بعدما أكمل دراساته القانونية في باريس. واعتنقت ماتيلد الإسلام لاحقاً واستبدلت اسمها بمفيدة. أما نجلهما فشغل مناصب رسمية في ظل حكومات والده، أبرزها وزير الخارجية في الستينات والمستشار الخاص لرئيس الدولة في الثمانينات. وتزوج بورقيبة عام 1964 من وسيلة بنت عمار تعرف إليها في الأربعينات بعدما طلق زوجته الفرنسية الأصل، إلا أنهما لم ينجبا. وعاد فطلق الزوجة الثانية في 1986 على خلفية الأزمة السياسية التي تزامنت مع الصراع على خلافته، والتي كانت وسيلة أحد الأطراف الفاعلة فيها. وتوفيت وسيلة العام الماضي عن 86 سنة. وطبقاً لرغبة بورقيبة سيدفن غداً في الضريح الذي سهر على إعداده بنفسه منذ السبعينات. ونقل جثمانه أمس إلى البيت الذي ولد فيه ثم نقل عصراً إلى العاصمة لافساح المجال أمام المواطنين لإلقاء النظرة الأخيرة عليه في المقر المركزي ل"التجمع الدستوري الديموقراطي" الحاكم الذي أسسه عام 1934. ونكست الرايات في كل المدن وأعلن الحداد سبعة أيام، فيما أفيد ان رؤساء دول وحكومات سيحضرون موكب الدفن في المنستير، وفي مقدمهم الرؤساء الفرنسي جاك شيراك والجزائري عبدالعزيز بوتفليقة والمصري حسني مبارك والعاهل المغربي محمد السادس والرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر ممثلاً الرئيس بيل كلينتون. وتردد ان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، الذي كانت علاقاته عاصفة مع بورقيبة، ربما يكون بين المشيعين. وفي الرياض "الحياة"، أعلن ان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس زين العابدين بن علي، وقدم تعازيه إلى الرئيس التونسي وإلى الشعب التونسي بوفاة بورقيبة.