أعطى اندماج شركتي "أي. أو. أل" AOL و"تايم وورنر" في مطلع العام الحالي مؤشراً قوياً حول معطى يعرفه خبراء المعلوماتية والاتصالات، هو الاتجاه المتزايد للاندماج وتكوين الشركات الكبرى للهيمنة على هذا المجال الحيوي. وفي الوقت نفسه، باتت الأنترنت ميّالة، تحت ضغط الاستخدام اليومي، للإندماج أكثر فأكثر مع بني الاتصالات ومؤسساتها، وخصوصاً الهواتف الخليوية التي تميل للاندماج مع الكومبيوتر. وفي هذا السياق، تبدو صفقة شراء شركة "أوراسكوم تليكوم" المصرية لشركة "تليسيل انترناشيونال"" وهي من أضخم شركات الخدمات الخليوية GSM في أفريقيا" وكأنها رجع صدى ما يحدث في المركز الغربي لثورة المعلوماتية والاتصالات. تمت الصفقة في مختتم شهر شباط فبراير الماضي، وبلغت قيمتها 413 مليون دولار، أي أنها أضخم صفقة شراء تقوم بها شركة مفردة في تاريخ مصر. وأوضح نجيب ساويرس" رئيس "أوراسكوم تليكوم"، أن شراء "تليسيل انترناشيونال"" وهي شركة مقرها جوهانسبرغ وتعمل في عدد من دول أفريقيا" هو خطوة مهمة لتحويل هذه المؤسسة المصرية الى أكبر شركة للهواتف النقالة في العالم الثالث. وتقدم "أوراسكوم تليكوم" خدمات الهاتف الخليوي في مصر وسورية والأردن، بالإضافة الى تشاد وبنين وبورندي والكونغو والجابون وساحل العاج والنيجر والتوجو وأوغندا وزامبيا وزيمبابوي، أي ما يبلغ مجموعه نحو ثلاث مئة مليون نسمة في أفريقيا والوطن العربي. والى جانب الخدمات الخليوية، تقدم "أوراسكوم تليكوم" خدمات وتكنولوجيا الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية والمعروفة بإسم "فسات" VSAT وكذلك تليفونات الخدمة العامة العادية في عدد من البلدان الآنفة الذكر.