اتهمت مصادر قريبة من جماعة "الجهاد" المصرية وسائل اعلام اميركية بتسريب صورة حديثة للزعيم السابق للجماعة الدكتور ايمن الظواهري الى جهاز الاستخبارات الاميركية "سي اي ايه"، ومكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي اي". وأفادت المصادر في اتصال هاتفي مع "الحياة" ان الصورة التي نشرتها "الحياة" للظواهري اول من امس كانت التقطت اثناء حوار تلفزيوني أجراه اسامة بن لادن في آيار مايو 1998مع محطة تلفزيون اميركية جلس خلاله الظواهري على يمين ابن لادن في حين جلس القائد العسكري لتنظيم القاعدة محمد عاطف ابو حفص المصري على اليسار دون ان يعلن أي منهما شخصيته. واضافت المصادر ان المسؤولين في المحطة سلموا شريط الحوار الى مسؤولي الامن الاميركيين الذين فحصوه وقاموا بجمع معلومات عن الاشخاص الذين ظهروا فيه الى جانب ابن لادن. ورجحت المصادر أن يكون تعاون تم بين السلطات الاميركية واجهزة امن مصرية لمقارنة صورتي عاطف والظواهري بصور قديمة لهما تحتفظ بها اجهزة الأمن المصرية. ونفت المصادر أن يكون الظواهري لجأ خلال السنوات الماضية الى اجراء عمليات جراحية لتغيير ملامحه لتضليل اجهزة الامن في البلاد التي تردد عليها، ولفت الى أن الصورة التي نشرت أمس ظهر فيها الظواهري بالملامح نفسها التي كان عليها قبل مغادرته مصر للمرة الاخيرة في منتصف الثمانينات ولم يزد عليها إلا عوامل الزمن ولحيته الطويلة. ورفضت مصادر أميركة رسمية كشف الطريقة التي تم بها الحصول على صورة الظواهري، لكنها اشارت الى ان الاصولي المصري مطلوب للمثول أمام القضاء الاميركي لاتهامه مع ابن لادن وعاطف وآخرين في قضية تفجير سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام في آب اغسطس العام 1998 ما أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص وجرح آلاف. وقالت المصادر ل"الحياة" إن ملف القضية "سيظل مفتوحاً حتى القبض على جميع المتهمين بأي وسيلة"، موضحة ان السلطات الاميركية "ستلجأ الى كل الطرق المتاحة لتضييق الخناق على المتهمين الفارين في القضية وملاحقتهم بالتعاون مع أجهزة أمن في دول أخرى". وعلمت "الحياة" ان ضابطا مصريا سابقا، هو علي ابو السعود معتقل في سجن في نيويورك على ذمة القضية نفسها رفض عرضاً اميركياً بالتحول شاهدا في القضية نظير إدلائه بمعلومات عن ابن لادن والظواهري وقادة اصوليين آخرين تعتقد السلطات الأميركية انهم ضالعون في مخططات ضد أهداف اميركية. وكانت محكمة عسكرية مصرية قضت العام الماضي بالإعدام غيابياً على ابو السعود في قضية "العائدون من البانيا" التي اتهم فيها ايضاً الظواهري وآخرون من اعضاء تنظيمي "الجهاد" و"القاعدة"، وكشفت ملفات القضية المذكورة أن ابن لادن والظواهري أوفدا ابو السعود في منتصف الثمانينات الى افريقيا بهدف تأسيس قواعد للاصوليين هناك. وأكدت مصادر أميركية مطلعة أن أبو السعود اطلع على اسرار اميركية منذ بداية التسعينات بعدما عمل في الجيش الاميركي وطلب التعاون مع الاستخبارات الاميركية قبل ان يتبين ان له صلة بابن لادن والظواهري