في وقت مناسب، بل مثالي، عوّض مانشستر يونايتد خروجه من دوري ابطال اوروبا لكرة القدم على يد ريال مدريد الاسباني في الدور ربع النهائي الاربعاء الماضي عندما ضمن احراز بطولة الدوري الانكليزي قبل اختتامها بأربع مراحل إثر فوزه على مضيفه ساوثمبتون 3-1. وبات الفريق يملك 13 نقطة أكثر من أقرب منافسيه، ما يعني أن اللحاق به لم يعد ممكناً. وهو اللقب السادس في الدوري في المواسم الثمانية الاخيرة، كما أنه لقبه الثالث عشر منذ 1908. ولذا قال الفرنسي ارسين فينغر مدرب ارسنال: "يبدو أن بطولة الدوري مفصّلة على مانشستر يونايتد". والفضل الاول في الانجاز يعود الى مدربه الاسكتلندي اليكس فيرغسون الذي ذاع صيته عندما قاد فريقه أبردين الى احراز بطولة الدوري عامي 84 و85 وكأس اسكتلندا أعوام 82 و83 و84 و86 وكأس الكؤوس الاوروبية 83... في ذلك الوقت غابت الالقاب عن مانشستر طويلاً الى أن وقع خياره على فيرغسون ليحل محل رون اتكينسون... ولم تكن المواسم الاربعة الاولى معه مثمرة حتى كاد يتم الاستغناء عنه عام 1990. لكن ما انقذ المدرب الاسكتلندي البالغ من العمر حالياً 58 عاماً هو أن فريقه أحرز كأس انكلترا في ذلك العام على حساب كريستال بالاس... ثم هطلت الالقاب منذ ذلك العام الى أن وصلت الى 17 بطولة الدوري 8 مرات وكأس انكلترا 4 مرات وكأس اندية المحترفين مرة واحدة وكأس الكؤوس الاوروبية مرة واحدة والكأس السوبر الاوروبية مرة واحدة ودوري ابطال اوروبا مرة واحدة والكأس القارية "انتركونتيننتال" مرة واحدة... لذا ليس غريباً أن تنعم الملكة اليزابيت على فيرغسون بلقب "سير". وربما يكون فيرغسون اكثر الاوروبيين وربما العالميين القاباً، واثبت أنه الوحيد الذي انسى جمهور النادي الكبير مدربه الكبير مات بازبي الذي رحل عام 1994، والذي قاده الى كأس ابطال اوروبا عام 1968 بفضل نخبة ضمت بوبي تشارلتون والاسكتلندي دينيس وايز والايرلندي جورج بست، والتي خلفت الفريق الذي فقد ثمانية من لاعبيه في حادث تحطم الطائرة بعد اقلاعها مباشرة من مطار ميونيخ عام 1958. ومع فيرغسون مر عدد كبير من النجوم من خريجي مدارس النادي وأهمهم ديفيد بيكهام أو من المستوردين وعلى رأسهم الفرنسي اريك كانتونا. غير أن الفريق الذي سجل 87 هدفاً في 34 مباراة خلال الموسم الحالي اهتزت شباكه 40 مرة. لذا، كان لا بد لفيرغسون أن يبدأ بتدعيم صفوفه في استعداد باكر للموسم المقبل. وربما تكون الاستعانة بمدافع توتنهام الدولي سول كامبل الخطوة الاولى في خط الظهر الذي لم يبرز منه الا قلب الدفاع الهولندي ياب ستام خلافاً للظهيرين غاري نيفيل وشقيقه فيل وللظير الآخر دينيس اروين أو الفرنسي الشاب ميكايل سيلفستر. أما الخطوة الاولى لتدعيم الهجوم فبدأت فعلاً بمحاولة ضم مهاجم ايندهوفن ومنتخب هولندا الشاب رود فان نيستلروي الذي فشل امس الاول في الفحوص الطبية في نادي مانشستر يونايتد ما يعني ان الصفقة باتت في على كف عفريت. المدرسة الهولندية وتابعت هولندا بالتالي تصدير لاعبيها الى الخارج. لديها مدارس لتفريخ اللاعبين المميزين، وعيون الكشافين اكثر من أن تحصى، ثم تبيعهم الى اندية ايطاليا واسبانيا وانكلترا الثرية بأثمان خيالية. اللائحة طويلة جداً منذ أن انتقل يوهان كرويف من اياكس امستردام الى برشلونة في السبعينات، وبعده جاء دور نيسكنز وكرول وريب وهان ورينسينبرينك في الهجرة، وفي مرحلة ثانية فان باستن وخوليت ورايكارد وكومان... والآن فإن معظم الدوليين في الخارج من برغكامب وأوفرمارس وأد دي خوي وفان در سار وسيدورف ودافيدز فضلاً عن الفيلق الموجود في فريق برشلونة الاسباني والمكون من 8 لاعبين. وفشلت صفقة انتقال فان نيستلروي 23 عاماً من ايندهوفن الى مانشستر يونايتد في مقابل 25،18 مليون جنيه نحو 3،29 مليون دولار. والمهم أن مانشستر تعلم من دوري ابطال اوروبا الجاري وهو الذي احرز اللقب في الموسم الماضي ثم أفلت من يديه في الاسبوع الماضي اثر خسارته أمام ضيفه الاسباني ريال مدريد... تعلم بأن ضم المواهب من اندية اخرى عملية ضرورية للمنافسة على الالقاب باستمرار وأن الاعتماد على مدرسة الناشئين في النادي قد لا يكون كافياً وليس مضموناً أن يتخرج منها دائماً لاعبون من أمثال ديفيد بيكهام وبول سكولز... وهرع مانشستر الى التفكير بلاعبين جدد لأنه ترشح فعلاً لدوري ابطال اوروبا المقبل بعدما ضمن نهائياً انتزاع اللقب للمرة السادسة في المواسم الثمانية الاخيرة اثر فوزه على مضيفه ساوثمبتون 3-1. ولا شك في أن تفكير النادي الانكليزي الكبير ينصب على تعزيز قدراته الهجومية والدفاعية بما في ذلك حراسة المرمى. هجوميا،ً لم يقدم الثنائي اندي كول والترينيدادي دوايت يورك الكثير خلافاً للموسم الماضي، ولذا حل محلهما تيدي شيرينغهام والنروجي أولي غونار سولشكاير في مرات كثيرة، وشيرينغهام بالذات تخطى سن الثلاثين وقد يترك فريقه في القريب العاجل. أما كول 28 عاماً الذي لعب للفريق 229 مباراة سجل فيها 103 أهداف من دون أن يحصل على ثقة ولو جزئية من مدربي المنتخب غلين هودل ثم كيفن كيغان. أما دفاعياً فإن مانشستر سيحاول ترميم الخط الأضعف في فريقه من خلال ضم قلب دفاع توتنهام والمنتخب سول كامبل. المفاوضات تدور حول 15 مليون جنيه، وربما يطلب توتنهام إضافة فقرة الى المفاوضات تنص على انتقال كول أو سولشكاير الى صفوفه. وعانى مانشستر بالتأكيد من انتقال الحارس الدنماركي العملاق الصيف الماضي الى سبورتينغ لشبونة البرتغالي، ولم يسد الهولندي فان در خاو الثغرة ولا الاسترالي مارك بوسنيتش المنتقل اليه من استون فيلا ولا الايطالي تايبي الذي لم يكمل الموسم فعاد الى بلاده. ولأن الاندية الانكليزية لا يتوافر فيها عموماً حراس من مستوى عالمي فإن مانشستر يتطلع صوب حارس ايطالي قد يكون بوفون حارس بارما. ويسعى مانشستر الى تعزيز مركز الظهير لديه ايضاً خصوصاً ان الايرلندي دينيس اروين تخطى سن الثلاثين، وفي حال نجاحه في سد بعض الثغرات، سيقدر على أن يحلم من جديد بانتزاع الكأس الاوروبية الغالية مرة ثالثة.