هددت موسكو بعرض قضية اعتراض البحرية الأميركية الناقلات الروسية في الخليج على مجلس الأمن، وأكد المندوب الروسي لدى الأممالمتحدة سيرغي لافروف ان بلاده تدعو إلى تخفيف العقوبات عن العراق أو رفعها، ملمحاً إلى أن بغداد قد توافق على استقبال لجنة مراقبة التسلح انموفيك بشروط. وحذر من أن بلاده قد تثير "فضائح التجسس" إذا ضمت اللجنة شخصيات "مرفوضة" عملت في لجنة إزالة أسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم. وقدم لافروف للمرة الأولى عرضاً تفصيلياً لموقف موسكو من الملف العراقي، وعلق على تصريحات للرئيس السابق ل"أونسكوم" ريتشارد بتلر نشرتها صحيفة "فريميا نوفوستي"، وقال فيها "إن العراق ما زال لديه سلاح كيماوي وبيولوجي". واعتبر لافروف كلام بتلر إقراراً بأن الملف النووي اغلق، مشيراً إلى أن بتلر "لم يبلغ مجلس الأمن" بذلك. وتابع أن العراق لا يملك وسائل لايصال أسلحة كيماوية وبيولوجية، حتى في ظل الغموض في هذا المجال، إذ لم يبق لديه من "المحظورات" سوى هيكلين لصاروخين من دون محركات. وأقر بأن تبديد "ما تبقى من شكوك" يقتضي عودة المفتشين إلى بغداد للعمل وفق "معايير واضحة". وفي إشارة إلى احتمال قبول العراق استقبال اللجنة. قال لافروف إن العراقيين "يصعب عليهم ذلك" في حال استمرت الغارات الجوية "الاستفزازية" الأميركية - البريطانية، وواصلت واشنطن ولندن "الحصار السياسي" لتصدير سلع أساسية إلى العراق. والشرط الثالث لبغداد يتمثل في استبعاد المفتشين الذين عملوا مع "أونسكوم" واتهموا بالتجسس، وتحقيق "توازن في التركيبة القومية" للجنة. وفي هذا السياق، ذكر لافروف ان روسيا قد تثير في مجلس الأمن "فضائح التجسس" التي كان لأعضاء في "أونسكوم" ضلع فيها، مشيراً إلى محادثات لإشراك عشرة خبراء روس في "انموفيك"، وتوقع ان تبدأ اللجنة الجديدة عملها جزئياً في حزيران يونيو. وكرر أن لا شرعية لمنطقتي الحظر الجوي في العراق، لافتاً إلى أن الأميركيين يتذرعون بأهميتهما للحد من تحرك القوات العراقية المحتمل ضد الشيعة والأكراد والكويت. ورأى أن الأقمار الاصطناعية كفيلة بتحقيق هذا الغرض، منبهاً إلى ان "مجلس الأمن لم يتخذ قراراً بمعاقبة الرئيس صدام حسين". وقال ل"الحياة" مصدر قريب إلى وزارة الخارجية إن موسكو تعكف على صوغ "موقف أكثر تشدداً" حيال الغرب، يتلخص في استبعاد "تكرار سيناريو البلقان" الذي كان "دافعاً لوضع العقيدة العسكرية الروسية الجديدة". ويُعتقد أن زيارة وزير الدفاع العراقي سلطان هاشم أحمد لموسكو أخيراً كانت في إطار اتصالات ل"تنسيق" المواقف ودرس احتمالات الرد على تكثيف الغارات الجوية على العراق، ومنح السفن الحربية الروسية تسهيلات في المياه العراقية. وتبدي موسكو استياء لاحتجاز ناقلات روسية يتهمها الأميركيون بنقل نفط عراقي مهرب. وأكد لافروف أمس ان احتجاج بلاده "ليس على ما يجري، بل كيف يجري"، موضحاً ان احتجاز السفن يتم "بطرق القراصنة، ليلاً، وتقطع الاتصالات مع الناقلات وتصادر وثائقها". وشدد على أن موسكو لم تحصل بعد على نتائج تحاليل عينات من شحنة الناقلة "فولغو نفط" والتي بيعت في عُمان على أساس أن الوقود "مهرب" من العراق. وحذر لافروف من أنه إذا لم تحصل موسكو على نتائج تحليل عينات من شحنة الناقلة "الأكاديمي بوستوفويت"، سيطرح الموضوع على مجلس الأمن في "القريب العاجل".