تبقى قضية المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية إحدى القضايا المؤرقة في عملية السلام الراهنة، تزيدها إثارة للأرق البيانات الاحصائية التي اصدرتها جهات حقوقية لمناسبة يوم الاسير الفلسطيني، والتي اشارت الى ان عدد المعتقلين منذ الاحتلال عام 1967 بلغ نحو 850 الفاً، استشهد منهم نحو 115 جراء التعذيب او الاهمال الطبي. أفاد مركز غزة للحقوق والقانون في تقرير إحصائي عن المعتقلين الفلسطينيين في اسرائيل، ان العام 1970 شهد أعلى معدل للاعتقالات، اذ اعتقلت سلطات الاحتلال الاسرائىلي نحو 23 ألف فلسطيني بمن فيهم ذوو الفدائيين الذين احتجزوا في منطقة نخل العريش في صحراء سيناء التي كانت اسرائىل تحتلها قبل اعادتها الى مصر عام 1982 بموجب معاهدة كامب ديفيد. واشار المركز الى ان العام 1980 شهد ايضا معدلا مرتفعا من الاعتقالات اذ بلغ عدد المعتقلين 16 الف فلسطيني. اما في السنة الاولى من الانتفاضة التي بدأت أواخر عام 1987، فبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل نحو 14 ألفا، وذلك عندما أصدر وزير الدفاع الاسرائيلي آنذاك اسحق رابين قرارات باعتقال آلاف المتظاهرين واستخدام سياسة الاعتقالات الجماعية الى جانب تكسير العظام واطلاق الرصاص. واشار الى ان "115 اسيرا ومعتقلا استشهدوا في سجون الاحتلال" على ايدي محققي جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي شاباك او نتيجة الاهمال الطبي. واشارت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الانسان في تقرير احصائي لها ان سلطات الاحتلال اعتقلت منذ العام 1967 نحو 850 الف معتقل فلسطيني. واضافت ان عدد الاسرى بلغ عشية التوقيع على اتفاقات اوسلو في ايلول سبتمبر عام 1993 نحو 12500 معتقل، موضحة ان هذا العدد تراجع الى 10500 معتقل عام 1994، والى نحو 6000 معتقل عند التوقيع على اتفاق طابا او ما بات يعرف باسم "اتفاق اوسلو 2" عام 1995. وما تزال سلطات الاحتلال تحتجز نحو 1650 اسيرا فلسطينيا منهم 300 من قطاع غزة واربع اسيرات، حسب وزير شؤون الاسرى هشام عبدالرازق. واضافت مؤسسة التضامن ان الاسير احمد جبارة ابو السكر هو الاقدم في سجون الاحتلال، اذ كان اعتقل في ايلول سبتمبر عام 1976، فيما يعتبر المعتقل حسن سلامة من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الملقب ب"اسد الكتائب"، الاعلى حكما، اذ يقضي حكما بالسجن المؤبد 46 مرة اضافة الى 20 سنة. والى جانب ابو السكر، فان هناك اربعة معتقلين فلسطينيين وآخر لبناني هو سمير القنطار قضوا اكثر من 20 سنة في معتقلات سلطات الاحتلال حتى الان. وحسب عبدالرازق فإنه لا يزال يقبع خلف القضبان نحو 250 اسيرا ممن حوكم عليهم بالسجن المؤبد. واضافت التضامن ان عدد الاسرى الذين تزيد اعمارهم عن 40 عاما وما يزالون في السجن يبلغ نحو 200 معتقل، فيما يبلغ عدد الاسرى المقدسيين 200 اسير. واشارت المؤسسة الى ان اول قتلى الحركة الاسيرة كان يونس سبيتاني من غزة، "وكان اول الشهداء خلال التحقيق الشهيد يوسف الجبالي" عام 1968. اما اول من قضوا خلال اضراب عن الطعام خاضه المعتقلون فكان عبدالقادر ابو الفحم الذي كان قائدا لقوات جيش التحرير الفلسطيني في قطاع غزة وسقط في تموز يوليو عام 1970.