توفي صباح أمس في باريس الرئيس السابق للبرلمان الجزائري السيد رابح بيطاط إثر نوبة قلبية. وقالت مصادر قريبة إلى رئاسة الجمهورية إن بيطاط توفي في مستشفى بروستي المتخصص في الأمراض القلبية حيث كان الطبيب الجزائري بوغالم كمال يتولى متابعة وضعه الصحي. وقالت مصادر مطلعة إإن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة انتقل، مساء الأحد، إلى المستشفى العسكري في عين النعجة وجلس إلى جانب بيطاط مدة قاربت ثلاث ساعات قبل نقله بسرعة الى باريس. وكان بوتفليقة أسند الى بيطاط مهمة تمثيله في عدد من المحافل الرسمية مثل تنصيب الرئيس الجديد لجنوب إفريقيا ثامبو مبيكي. كذلك تولى نقل عدد من الرسائل إلى زعماء دول إفريقية ضمن التحضيرات لقمة منظمة الوحدة الإفريقية التي انعقدت في العاصمة الجزائرية في تموز يوليو 1999. وكان رابح بيطاط من بين أبرز "القادة ال6" الذين فجروا الثورة سنة 1954، وأحد مؤسسي جبهة التحرير الوطني. وتولى مباشرة بعد الاستقلال مناصب رفيعة في الحكومة، منها حقيبة النقل مع الرئيس الراحل هواري بومدين ومن ثم رئاسة البرلمان. وتولى بيطاط في 1979، مباشرة بعد وفاة الرئيس الراحل هواري بومدين، منصب رئيس الدولة، بحسب ما ينص الدستور، قبل أن يسلم المنصب إلى الرئيس الشاذلي بن جديد الذي وقع عليه بالإجماع داخل المؤسسة العسكرية بعد إبعاد بوتفليقة رئيس الديبلوماسية في مرحلة هواري بومدين. وبقي بيطاط رئيساً للبرلمان الجزائري حتى خريف 1988 حين استقال بعد خلاف مع الرئيس بن جديد على التوجه السياسي الجديد للدولة. وحل محله السيد عبدالعزيز بلخادم حتى حل البرلمان في 1992. وابتعد بيطاط عن الأضواء منذ بدء التعددية في 1989. وهو يعد من بين أبرز الشخصيات الوطنية، وعرف بأدائه أدواراً مهمة في حزب جبهة التحرير، وكان عضواً في المكتب السياسي واللجنة المركزية. وقال السيد محيي الدين عميمور، المستشار الإعلامي لبومدين، ل"الحياة"، ان بيطاط "أعطى درساً في الديموقراطية لدى توليه رئاسة الدولة بعد وفاة الرئيس الراحل بومدين ... لقد كان لديه الاحساس بمعنى الدولة على رغم الضغوط التي عاشها في تلك الفترة حيث بقي مصراً على تحقيق استمرار الدولة واحترام الدستور".