} نفى وزير الاعلام الكويتي الدكتور سعد بن طفلة العجمي أمام محكمة الجنايات الكويتية أمس ان يكون أعطى رئيس "حكومة الغزو" علاء حسين الخفاجي وعداً بالعفو عنه إذا عاد للكويت، في حين قال مصدر للمباحث الكويتية داخل العراق ان الخفاجي "كان يعامل في بغداد كمسؤول عراقي ويحمل سلاحاً وتحيط به عناصر حماية شخصية". أكد الخفاجي انه كان مجرداً من الإرادة ويفعل ما يأمره به العراقيون، وقال انه فهم من مقابلة الدكتور بن طفلة له في النروج في تموز يوليو 1998 ان الحكومة الكويتية ستدبر عفواً أميرياً له من الاتهامات الموجهة اليه بالخيانة العظمى والتعاون مع الاحتلال العراقي. وطلب محامي المتهم حضور شهود نفي في جلسة الاثنين المقبل، منهم مدير الاستخبارات العسكرية العراقية السابق اللواء وفيق السامرائي والكاتب الصحافي سعد البزاز والسيد محمد باقر الحكيم رئيس "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق. وليس واضحاً ما إذا كانت السلطات سترتب لحضور الشهود للكويت أم لا. وفي جلستها التاسعة في هذه القضية استمعت المحكمة أمس الى وزير الاعلام الدكتور سعد بن طفلة الذي أكد انه التقى علاء حسين في العاصمة النروجية أوسلو عام 1998، عندما كان يشغل منصب الملحق الاعلامي للكويت في لندن، وكان ذلك بتكليف من السلطات الكويتية. وقال بن طفلة: "كان هدفنا الاستماع الى رواية علاء حسين حول الغزو والحكومة المزعومة والسنوات التي قضاها في العراق، كما أردنا الاستماع الى ما لديه من معلومات عن الأسرى". وأشار الى انه قام خلال المقابلات مع المتهم بتسجيل أربعة أشرطة بصوته عن أحداث الغزو وما بعده، وأنه جعل علاء حسين يسجل في شريط خامس رسالة صوتية موجهة الى القيادة الكويتية لطلب الاسترحام، وأكد بن طفلة انه لم يعده بالعفو وقال: "انا لا أملك هذا الحق حتى أمنحه"، ولم يعلم بأي ترتيبات اتخذت لعودة علاء حسين الى الكويت. وعن قوله للمتهم لدى سؤاله عن احتمال حصوله على العفو "إن شاء الله، يصير خير"، قال بن طفلة ان هذه العبارة "كلام عام" وليست وعداً بشيء، لكن علاء حسين أبلغ المحكمة ان "ان شاء الله، يصير خير" باللهجة الكويتية تعني الوعد بالمساعدة. ورد القاضي المستشار نايف المطيرات انه لا يفهم هذه العبارة بالاستخدام الدارج لها بأنها تعني وعداً بشيء. وانشغلت المحكمة أمس بتفسير ما تعنيه العبارة، وقال علاء ان بن طفلة اجابه عن السؤال ذاته في أحد اللقاءات بقوله: "ان شاء الله، لكن المسألة تحتاج لترتيبات". الى ذلك، قدمت النيابة شاهداً آخر للاثبات هو مُخبر للمباحث الكويتية اسمه عبدالرزاق العنزي، دخل العراق خلال الاحتلال ومكث هناك حتى أواخر 1993. وحضر ملثماً الى المحكمة وكان لا يُري وجهه الا للقاضي. وقال العنزي انه التقى علاء حسين مرات خلال هذه المدة، وأنه رآه "يعيش في بذخ ويعامل كمستشار ومسؤول في الحكومة العراقية، تصاحبه عناصر حماية، ويحمل اسلحة شخصية خلال تنقلاته". وزاد ان المتهم "كان يعلق على جدران منزله شهادات شكر من صدام حسين له، وتربطه اتصالات بالسلطات وساعدني على استخراج وثيقة السفر التي غادرت بها العراق". وذكر ان علاء "كان يتاجر بالآثار والمسروقات الأخرى من الكويت، ويبيعها في الأردن، ينافسه في ذلك الفريق علي حسن المجيد، ما أدى الى خصومة بينهما". وتابع ان العراقييين كانوا يسعون الى جعل علاء رئيساً لما سمي "رابطة الحق" التي انشأتها المخابرات العراقية وتجمع غير محدودي الجنسية البدون الذين خرجوا من الكويت الى العراق إبان الاحتلال، وتطالب الرابطة بعودة "البدون" للكويت. لكن محامي المتهم ناقش شهادة مُخبر المباحث وأوضح انه صهر للمدعو عبدالحكيم زعلان، والأخير عراقي كان مذيعاً في اذاعة الكويت قبل الغزو، ثم صار يوجه برامج مضادة للكويت من الاذاعة العراقية. وقال المحامي ان المخبر لم يمض في العراق سوى شهرين وان معلوماته غير موثوق بها. وهاجم علاء حسين شهادة المخبر وقال انه "شاهد زور كلامه ليس صحيحاً. من أنا حتى أكون خصماً لعلي حسن المجيد الذي يسمونه في العراق علي الكيماوي؟ لم يبق إلا أن يقول انني كنت أنافس صدام وانني أنا من غزا الكويت". وأضاف: "كنت مسلوب الارادة وطاقتي محدودة، وعندي أربعة أطفال وشرف زوجة امام نظام يستخدم كل الوسائل للوصول الى هدفه". وقررت المحكمة متابعة جلساتها الاثنين المقبل، في حين طلب المحامي خالد عبدالجليل حضور عدد من شهود النفي بينهم مقيمون في الكويت ورموز في المعارضة العراقية في الخارج.