طلبت الولاياتالمتحدة الأميركية من دولة الإمارات تأييد زيادة انتاج "أوبك" من النفط للحد من الارتفاع الكبير في أسعار الخام. وقدم الطلب في اجتماع عقده وزير النفط والثروة المعدنية الإماراتي عبيد بن سيف الناصري في أبوظبي أمس مع روبرت جي مساعد وزير الطاقة الأميركي. وذكر جي أمام مؤتمر نفطي اختتم في أبوظبي أمس: "ان الولاياتالمتحدة تقدر الزيادة المطلوبة في انتاج أوبك بنحو 5.2 مليون برميل يومياً". وقالت مصادر نفطية إن الدوائر النفطية الإماراتية ومشاركين آخرين في المؤتمر، أكدوا ان الطلب الأميركي مبالغ فيه، ولا يخدم استقرار أسواق النفط ويهدد بحدوث انخفاض كبير في أسعار الخام. وذكرت "ان أوبك قد تفكر بزيادة تراوح بين مليون و5.1 مليون برميل يومياً، وان ذلك يتوقف على التطورات التي تشهدها أسواق النفط الدولية خلال الفترة التي تسبق الاجتماع الوزاري للمنظمة في 27 آذار مارس الجاري في فيينا. وقال الناصري إنه "بحث مع مساعد وزير الطاقة الأميركي الوضع في السوق النفطية، وتبادل الآراء معه". وأكد اهتمام الإمارات بشكل كبير بمسألة استقرار السوق النفطية وحرصها على توفير إمدادات مناسبة للسوق بالتعاون مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وشركائها في "أوبك" والدول المنتجة الأخرى من خارج المنظمة. وقالت مصادر مطلعة إن وزير النفط الإماراتي أبلغ المسؤول الأميركي ان الإمارات لا تحبذ زيادات غير مدروسة في انتاج النفط خشية من حدوث انهيار كبير في أسعاره. وأعاد الوزير إلى الأذهان انهيار أسعار النفط عام 1998، اثر قرار اتخذته "أوبك" في جاكارتا بزيادة سقف الانتاج لاستيعاب الانتاج الفعلي للمنظمة آنذاك ليكون رسمياً. وتدهورت أسعار النفط نتيجة قرار جاكارتا وانهيار الاقتصاد الآسيوي إلى أقل من 10 دولارات للبرميل، الأمر الذي اضطر "أوبك" ودولاً أخرى إلى اجراء خفوضات انتاجية ابتداء من أول نيسان ابريل 1999 بمقدار 4 ملايين برميل يومياً وحتى نهاية آذار الجاري، مما دفع الأسعار للارتفاع إلى حدود 30 دولاراً للبرميل. وقالت المصادر إن وزير النفط الإماراتي أكد للمسؤول الأميركي ان أوبك لا تتحمل وحدها مسؤولية استقرار الأسواق والأسعار، كونها لا تنتج سوى ثلث كمية الانتاج الدولي. وطالب بعدم "تسييس" المواقف من التطورات الراهنة في السوق النفطية وترك عوامل السوق تأخذ أبعادها من دون أية ضغوط. وأكد الناصري حرص الإمارات على استقرار السوق النفطية وعدم التأثير السلبي على الاقتصاد العالمي. وأشار الناصري إلى مسألة الضرائب التي تفرضها الدول الغربية على النفط وعامل التضخم الذي يجعل من أسعار النفط في مستويات أقل من السلع الأخرى وأقل من أسعار السبعينات على رغم الارتفاع الظاهر في أسعارها حالياً. وأكد ضرورة معالجة النظام الضرائبي في الدول الغربية، وتفادي التمييز عند فرض الضرائب على أنواع الطاقة المختلفة. وتشكل زيارة روبرت جي للإمارات استكمالاً لزيارة وزير الطاقة الأميركي بيل ريتشاردسون نهاية الشهر الماضي لكل من السعودية والكويت، وفي إطار المشاورات التي تجريها واشنطن مع الدول المنتجة للنفط داخل "أوبك" وخارجها للحد من الارتفاع في أسعار النفط.