أعربت مصادر ديبلوماسية عربية في الرباط عن اعتقادها بأن التغييرات التي حصلت اخيرا في ليبيا تهدف الى تفعيل الاداء الحكومي، ملاحظة ان صحفا محلية في مقدمها "الزحف الاخضر" شنت حملات عنيفة قبل حوالي ثلاثة اشهر على مراكز الفساد والبطء الاداري وتوزع مراكز القرار، مما افسح في المجال امام تكهنات عن خطوة يقدم عليها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لمعالجة مصادر الشكوى. ووصفت المصادر تلك الحملات التي اتسمت بالشدة في الانتقاد انها لم تكن بعيدة عن التصور العام للفترة المقبلة، خصوصا لجهة التركيز على الاوضاع الداخلية في قطاعات الاستثمارات والموازنة وتقويم الاقتصاد والبدء في خطوات الانفتاح. وجاء تعيين المهندس مبارك الشامخ اميناً عاماً للجنة الشعبية العامة رئيسا للحكومة بمثابة تحول على طريق الاهتمام بالملفات الاقتصادية. علماً أن الشامخ المحسوب على التكنوقراط سبق ان عمل سنوات طويلة مسؤولا عن قطاع الاسكان، ويعرف عنه إلمامه بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، في حين ان احتفاظ محمد بيت المال بمنصب الامين العام للجنة الشعبية للتخطيط والمال وزير المال يسير في اتجاه الانفتاح على اقتصاد السوق. وقالت المصادر إن ليبيا ستسعى لاحقاً الى تخصيص مؤسسات عدة تابعة للدولة . ووصفت المصادر امين اللجنة الشعبية للاتصال الخارجي وزير الخارجية الجديد السيد عبدالرحمن شلقم الذي سبق له ان عمل سنوات طويلة سفيرا لبلاده في ايطاليا، وعضوا في امانة التوجيه الخارجي للجان الشعبية، بانه مهندس الانفتاح على بلدان الاتحاد الاوروبي، في ضوء المساعي التي تبذلها طرابلس للافادة من حلحلة أزمة لوكربي، وبناء علاقات جديدة مع بلدان الاتحاد. ومعروف عن شلقم انه قريب الى الزعيم الليبي ودرس معه في المرحلة الاعدادية، اضافة الى ادارته لصحف محلية والمامه بملفات الاعلام والثقافة.لكن تعيين الديبلوماسي علي التريكي في منصب وزير للوحدة الافريقية يتوازى مع استمرار السياسة الليبية في الانفتاح اكثر على البلدان الافريقية التي سبق لها ان خرقت الحصار الذي كان مفروضاً على ليبيا قبل تسليم المتهمين بالضلوع في حادث لوكربي. وسبق للتريكي ان عمل سفيرا لدى فرنسا، مما يعني ان اولى مهمات الفريق الجديد تكمن في تأمين حضور فاعل للجماهيرية في المؤتمر الافرو - اوروبي المقرر في القاهرة قريباً.