استضافت مدينة لوزان السويسرية قبل أيام مؤتمر ومعرض تكنولوجيا الصناعات الفندقية والسياحية الدولي اللذين ينظمهما سنوياً الاتحاد العالمي للفنادق والمطاعم برئاسة الدكتور عثمان عائدي رئيس مجلس إدارة مجموعة "رويال مونصو" للفنادق الفخمة في فرنسا وسلسلة فنادق "الشام" في سورية. وكان عنوان المؤتمر الخامس هذه السنة "اوروتك 2000". شارك في المؤتمر الذي استغرق ثلاثة أيام، ورافقه معرض ضخم ركز على دور شبكة الانترنت العالمية في الصناعة الفندقية، أكثر من ألف مندوب يمثلون 45 دولة. أما العارضون فقد بلغ عددهم 75 جهة، في حين عقدت حلقات دراسية عدة لمناقشة الموضوع الأساسي الذي هو تأثير ثورة المعلومات العالمية في تطور الصناعة الفندقية والسياحية. وشدّدت كلمة الدكتور عائدي الافتتاحية على أهمية هذا المؤتمر الذي "يؤمن التفاعل بين الصناعة الفندقية والمنتجات التكنولوجية الحديثة والخبراء الصناعيين الذين يجتمعون لتبادل الخبرات والتجارب". وأشار رئيس الاتحاد العالمي للفنادق والمطاعم إلى أن استفتاء أجرته مجلة "الفنادق" الاميركية الاوسع انتشاراً دولياً في عالم الفنادق، في أحد أعدادها الأخيرة، أظهر ان ستة من أصل كل عشرة أشخاص شملهم الاستفتاء أكدوا على "أن التأثير الأكبر على تطور الصناعة الفندقية في السنوات العشرين المقبلة سيكون التكنولوجيا". وقال عائدي إن التكنولوجيا غيّرت بالفعل الصناعة الفندقية على مستوى العالم "فقد غيّرت سرعة العمل، وأساليب العمل، والأشكال الإدارية التنظيمية، واحتياجات الموازنة، والمهارات المطلوبة من الإدارة والموظفين، ومقاييس الاستثمار الخارجي... الخ". وأوضح ان ثورة الاتصالات ستصبح هي القوة الدافعة للتغيير في القرن الحادي والعشرين، مشدداً على أن الذين سيفوزون في خضم هذا التغيير هم الذين يجعلون التكنولوجيا مرئية "أي سهلة الاستعمال وفعّالة بالنسبة إلى الزبائن العاديين". وقال إن الاتحاد العالمي للفنادق والمطاعم وضع نصب عينيه منذ أن بدأ مؤتمراته ومعارضه قبل أربع سنوات "استشراف مستقبل" الصناعة الفندقية. وكشف ان خبراء الاتحاد توصلوا إلى نتائج محددة حول تأثير التغييرات التكنولوجية في عالم الفنادق، ومن المتوقع ان تصبح هذه النتائج بعد مناقشتها بمثابة رسالة واضحة موجهة إلى الصناعة الفندقية. ومن النتائج التي طرحت في جلسات الحوار في المؤتمر والمعرض: - ان التكنولوجيا تعمل على تغيير معنى العمل في حقل الفنادق. - ان التجارة الالكترونية تخلق الفرص والمخاطر: خطر تحويل الفندق إلى مجرد سلعة، وفرصة تخفيض كلفة التشغيل. - إذا لم تستغل الصناعة الفندقية امكانات تكنولوجيا المعلومات، فإنها ستفقد السيطرة على مجالات التوزيع وخبرة الضيافة أمام آخرين سينتهزون "الجهل التكنولوجي". وختم عائدي كلمته بالقول إن المؤتمر والمعرض يتناولان أيضاً التسويق والأمن والاستثمار وإدارة العناصر البشرية، وأضاف مخاطباً الحضور: "إذا كنتم جادين بالوصول إلى المستقبل أولاً، فأنتم مدعوون للانضمام إلى اتحادنا للاستفادة من برنامجنا الاستشرافي". ومن خلال جولة سريعة في المعرض، لوحظ أن المنتجات التي تستخدم وسيط الانترنت كانت هي الطاغية، إذ ارتفعت هذه السنة إلى 40 في المئة مقارنة مع 2.1 في المئة السنة الماضية. وتوقع أحد الخبراء أن إيرادات الفنادق من خلال الحجوزات بواسطة الانترنت سترتفع إلى 6.6 بليون دولار في العام 2003 مقارنة مع 1.1 بليون دولار السنة الماضية، وستكون نسبة الحجوزات الفندقية من خلال الانترنت نسبة 50 في المئة مقارنة مع نسبة 25 في المئة حالياً. وركزت بعض العروض على الطرق الحديثة لدمج ثورة المعلومات بالخدمات المتوافرة في غرف الفنادق، سواء من خلال أجهزة الترفيه الداخلية كالتلفزيون والراديو أو بواسطة وسائل السلامة والأمن للنزلاء. وأشار أحد الخبراء إلى أن إحدى أهم المسائل المطروحة هي تفهم الفنادق لاحتياجات زبائنها الذين ستزداد توقعاتهم بالحصول على مزيد من الخدمات الشخصية، وقال: "إن التحول في المبيعات ومجالات التسويق يتطلب من شركات الفنادق ان تكون متطورة على قدم المساواة مع التكنولوجيا التي ستمكنها من إدارة علاقاتها الخاصة مع زبائنها".