نجح المنتخب السعودي الأول في إنعاش آماله ببلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بعدما تجاوز نظيره الإيراني في طهران، الذي حظي بحضور رئيس الجمهورية الإيرانية أحمدي نجاد ودعم جماهيري تجاوز ال 100 ألف مشجع، وعلى رغم أن «الأخضر» كان متراجعاً بهدف مسعود شجاعي إلا أنه أحرز التعادل ثم الفوز بهدفي نايف هزازي وأسامة المولد قبل نهاية المباراة بعشر دقائق. (راجع ص27) وأسهم فوز المنتخب الكوري الشمالي على نظيره الإماراتي بهدفين من دون رد في زيادة ضغوط المباراة. وظهر نجوم «الأخضر» بمستوى فني كبير، تمكنوا من خلاله من عكس كل التوقعات والتغلب على كل الظروف التي صاحبت رحلتهم إلى العاصمة الإيرانية بدءاً من الغيابات المؤثرة التي غلّفت كل صفوف المنتخب السعودي، مروراً بالمدرب الجديد البرتغالي بيسيرو الذي يشرف على الفريق للمرة الأولى منذ توليه المهمة في شباط (فبراير) الماضي، وهذه الظروف المؤثرة لم تكن ذات شأن على أرض الملعب، إذ ظهر «أبناء الصحراء» بثوب خيط من المهارة الكروية العالية والروح التي انتقدت الجماهير السعودية غيابها في اللقاءات السابقة. المركز الرابع الذي كان «الأخضر» ضيفاً عليه قبل لقاء البارحة كان دافعاً معنوياً كبيراً، لأن السعوديين لم يرتضوا البقاء في هذه الخانة وقاتلوا بشراسة كبيرة للفوز ولم يؤثر فيهم التأخر في نتيجة اللقاء، ولا الجماهير الإيرانية الكبيرة التي تجاوزت 100 ألف مشجع تقدمهم رئيس الجمهورية الإيرانية أحمدي نجاد الذي سبب دخوله إلى أرض الملعب لهيباً من الحماسة الكبيرة لدى أبناء شعبه في المدرجات وحتى على أرض الملعب، وأضاف بعداً سياسياً على المباراة، إلا أن لاعبي المنتخب السعودي برعوا بشكل كبير في امتصاص تلك الحماسة وحولوها إلى عامل إيجابي لمصلحتهم. ومن رحم تلك الظروف وُلد انتصار كبير بهدفين لهدف، سجل أولاً للفريق المضيف لاعب وسطه مسعود شجاعي قبل أن يعادل للمنتخب السعودي مهاجمه نايف هزازي الذي مهد الطريق للمدافع أسامة المولد ليسجل الهدف الثاني ل «الأخضر» في الدقائق العشر الأخيرة. وبهذا الانتصار تمكن المنتخب السعودي من إضافة 3 نقاط مهمة جداً في مسيرته نحو التأهل، إذ يحتل الآن المركز الثالث ب7 نقاط خلف المتصدر كوريا الشمالية التي تمكنت من تجاوز الإمارات صباحاً في بيونغ يانغ لتتصدر المجموعة ب10 نقاط، يأتي بينها وبين السعودية كوريا الجنوبية ب8 نقاط لينفتح باب التأهل إلى مونديال «جنوب أفريقيا 2010» على مصراعيه أمام المنتخب الذي تعود على الظهور في المحفل العالمي الأكبر 4 مرات سابقة. وفي المباريات المتبقية خسرت البحرين أمام اليابان بهدف نظيف، فيما قست أوزبكستان على قطر حينما هزمتها بأربعة أهداف نظيفة.