نقل قريبون من الوفد السياحي الإسرائيلي عن رئيسه سماحة اسحق القاضي ان السياح التقوا رئيس الوزراء اليمني الدكتور عبدالكريم الارياني في منزله ظهر أول من أمس الأربعاء. وكان مصدر في رئاسة الوزراء نفى أن يكون السياح التقوا أي مسؤول يمني، "لأنهم جاؤوا بغرض السياحة، شأنهم شأن من سبقهم من اليهود ذوي الأصول اليمنية". وغادر السياح 12 إسرائيلياً بينهم 8 من يهود اليمن صنعاء فجر أمس، على متن طائرة أردنية إلى عمّان، ومنها إلى إسرائيل، بعد زيارة استمرت أربعة أيام وأثارت جدلاً حول طبيعتها وأهدافها، وما إذا كانت لها علاقة بمسألة التطبيع بين اليمن وإسرائيل. وقالت مصادر مطلعة إن الارياني وافق على استقبال السياح الإسرائيليين بناء على طلب سماحة القاضي الذي يملك متجراً لبيع الملابس الايطالية في نيويورك وتربطه بالارياني علاقة صداقة قديمة، وله علاقة مماثلة مع السيد عبدالله الأشطل سفير اليمن في الأممالمتحدة الذي منح أعضاء الوفد وثائق سفر موقتة تمكنهم من زيارة اليمن، نظراً إلى أن السلطات اليمنية تمنع حامل جواز إسرائيلي أو من توجد على جوازه تأشيرة إسرائيلية من دخول الأراضي اليمنية التزاماً بالمقاطعة العربية لإسرائيل. وتسبب الإعلان عن استقبال الارياني للوفد السياحي بالحرج، خصوصاً ان اللقاء احيط بالسرية الكاملة. إلا أن المصادر التي نقلت الخبر عن اليهودي سماحة القاضي قالت ل"الحياة" إن سماحة رد قائلاً: لم يخبرنا أحد بأن الموضوع "سري للغاية". وعلمت "الحياة" أن السياح جاؤوا إلى اليمن من تل أبيب عبر محطة ثالثة هي عمّان، وانهم التقوا مسؤولين حكوميين في وزارة الخارجية ورجال أعمال يشتغلون في مجال السياحة والاستثمار، وتحدثوا عن مستقبل العلاقات السياحية والتجارية مع إسرائيل بعد تطبيع للعلاقات. وقد أكد ذلك سماحة القاضي في تصريحات صحافية قبيل مغادرته، وقال: "إن كثيرين في إسرائيل من اصول يمنية وغير يمنية يرغبون في الاستثمار في اليمن، خصوصاً في مجالات الزراعة والمعادن"، وانه يأمل بالتطبيع قريباً بين اليمن وإسرائيل "ولكن ذلك يرجع إلى مدى تقبل الشعب اليمني لهذه المسألة وإذا كان هناك قبول فسوف تتدفق الأموال والاستثمارات على اليمن وسيكون مثل اليابان، وأنا أعرف أناساً مستعدين لأن يساعدوا اليمن بشكل كبير، لأن اليمن غني بكل شيء، لكن لا بد للحكومة اليمنية من ان تقدم ضمانات لليهود الذين سيستثمرون في اليمن مثل الاتفاقات التي جرت بين إسرائيل والأردن ومصر". وقال القاضي إنه من أصل يمني، وانه هاجر إلى إسرائيل عام 1932 وان والده كان قاضياً لدى الإمام على اليهود يتولى حل مشاكلهم، وكان عمه مستشاراً في ديوان الإمام آنذاك. وأضاف ان الرئيس علي عبدالله صالح أعطاه موافقة على أن يزور اليمن في أي وقت وذلك أثناء زيارته لواشنطن عام 1989، وبأنه وجد تسهيلات لزيارة اليمن قام بها الارياني. وزاد انه أبلغ الارياني "ضرورة ان نعمل مثلما عمل اخواننا في المغرب بأن تعطى لليهود تأشيرة خاصة فيزا كرت، لأن اليهود اليمنيين لا يحملون سوى جوازات اسرائيلية، وبذلك يتمكنون من زيارة اليمن متى يشاؤون".