1- أغنية تستغرب إن كنتُ وحيدة: طيب، نعم، أنا وحيدة كطائرةٍ تركب وحيدةً وعلى ارتفاع شعاعاً غير مرئيٍّ، عبر جبال "روكي"، قاصدةً تلك المماشي المشغولة بالأزرق لمطارٍ على المحيط تريدُ أن تسألني، هل أنا وحيدة؟ طبعاً، بالطبعِ، وحيدة كامرأةٍ في طريقها للريفِ يوماً بعدَ يومٍ، تُخلف وراءها ميلاً بعدَ ميل مدناً صغيرةً قد تقفُ عندَها وتعيشُ وتموتُ فيها، وحيدة لو كنتُ وحيدة فلابد أنها الوحدة أن أستيقظَ أولاً، أتنفّسَ أول نسمةٍ رطبة بالفجر على المدينةِ أن أكونَ الواحدةَ اليقِظةَ في بيتٍ لَفّهُ النوم لو كنتُ وحيدة فذلكَ مع زورقٍ جرفه الثلجُ على الشاطئ في النورِ الأحمرِ الأخيرِ للعام الذي يعرف قصدَ ذلك، يعرفُ أنه لا الثلج لا الطين لا نور الشتاء بل هو الخشب، مع هِبَةِ الاحتراق 2- آب أغسطس جوادان في نورٍ أصفر يأكلان تفاحاتِ طرحِ الريحِ تحتَ شجرةٍ كالصيف يُمزّق نباتَ حشيشةِ اللبن وهي تترنّح والعشب ينمو أكثرَ تشعُّثاً يقولون إن هناكَ أيوناتٍ بالشمسِ تُعادلُ الحقولَ الممغنطةَ على الأرضِ بطريقةٍ مُعيّنةٍ أشرحُ ماذا كان يعني لي الأسبوعُ، والأسبوعُ الذي سَبَقَه! لو أنني لَحمٌ تشمّسَ على صخرة لو أنني مُخٌّ يحترقُ في نور الفلورسنت لو أنني حلمٌ كسِلكٍ في حريق يخفُقُ عبرَه لو أنني موتٌ لإنسان كنتُ أعرفُ عقلهُ بسيطٌ تماماً، فلن أستطيعَ أن أشاركَه كوابيسَه عقلي صارَ أصفَى، يفتحونه على ما قبلَ التاريخ فيبدو مثلَ قريةٍ تُضاءُ بالدم يصرخُ فيها الآباءُ جميعاً: ابني هو أنا! ترجمة: محمد عيد ابراهيم * ولدت أدريان ريتش عام 1929 في بلتيمور، في ولاية ميريلاند الاميركية، وتخرّجت في كلية رادكليف 1951. في السنةِ نفسها صدر ديوانها الأول تبديلة عالَم في سلسلة ييل Yale. كانت تعيش في كيمبردج في ولاية ماساشوسيتس لمدة ثلاث عشرة سنة، بعدها سافرت إلى هولندا لتتعلّم لغتها ثم تترجم الشِعر الهولنديّ. انتقلت إلى نيويورك 1966 للتدريس في معامل الشِعر في جامعة كولومبيا. نالت 1974 جائزة الشعر القومية عن ديوانها أغرق في الحُطام. أرملة ولها ثلاثة أولاد. تُعتبر الآن من أفضل شاعرات الولاياتالمتحدة، لدخولها عوالم في الشِعر لم يسبق لأحد أن دخلها بهذه التقنيات العالية.