} خلد الرئيس الروسي بالوكالة فلاديمير بوتين الى النوم مبكراً، "مطمئناً" الى بقائه متربعاً على عرش الكرملين... ومطمئناً ايضاً الى الشعبية خصوصاً في أوساط النساء اللواتي يفضلنه على منافسه "الشيوعي والأكبر سناً" الذي طعن سلفاً بنتائج الانتخابات. وأبى الرئيس المستقيل بوريس يلتسن الا ان يكون حضوره قوياً، اذ توجه الى الاقتراع بسيارة الرئاسة والعلم يرفرف عليها، مؤكداً انها ما زالت تحت تصرفه. وثمة حاضر قوي آخر في الانتخابات هو "خطاب" الذي أثبت انه ما زال قادراً على تحريك هجوم شارك فيه ثلاثة آلاف مقاتل. اتخذت اجراءات أمنية مشددة شارك فيها نصف مليون عنصر من الشرطة وقوات الأمن الداخلي، لحماية مراكز الاقتراع في مختلف انحاء روسيا. وراح رجال الامن في موسكو ينظرون بارتياب الى كل شخص ملامحه ليست روسية ويسألونه عن هويته على رغم ان السمر من القوقازيين وغيرهم يشكلون نسبة تراوح بين 30 و40 في المئة من سكان موسكو. واتخذت الاجراءات الأكثر صرامة في الحي الارستقراطي الذي يسكنه قادة الدولة حيث اقترع الرئيس بالوكالة. ورفض بوتين ان يجيب على سؤال عما اذا كانت ستجرى جولة ثانية، أم ان الأمور سوف تحسم لمصلحته في الجولة الأولى بحصوله على 51 في المئة من الاصوات. غير انه اكد انه سيتوجه اثر الاقتراع الى منزله الريفي ويأخذ حمام بخار ثم يلتقي بمساعديه الذين اداروا الحملة الانتخابية ويخلد الى النوم "مبكراً"، اي قبل الساعة الواحدة بعد منتصف الليل "لأن يوماً صعباً سيكون أمامي غداً". وهذا تلميح يقارب الصراحة الى انه سيعرف بعد منتصف الليل انه تفوق على عشرة منافسين أقواهم الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف الذي طعن سلفاً في نزاهة الانتخابات وتوقع تزوير النتائج. واضاف زيوغانوف بعد الإدلاء بصوته انه يتوقع ان يخوض وبوتين جولة ثانية تسفر عن "انتصار روسيا وشعبها الذي يريد ان يتخلص من كابوس رزح فوقه عشر سنوات". وهذه اشارة واضحة الى عهد الرئيس السابق بوريس يلتسن الذي كان انتخب رئيساً للدولة عام 1991 وجددت ولايته عام 1996 على ان تنتهي في حزيران يونيو، إلا انه أعلن استقالته في اليوم الأخير من العام الماضي وسلم الصلاحيات الى بوتين وطلب من الشعب انتخابه رئيساً. يلتسن وسيارة الرئاسة ووصل يلتسن الى مركز الاقتراع في "بولفار الخريف" القريب من مكتب "الحياة" وهو يستقل سيارة "مرسيدس" سوداء ظلت تحت تصرفه رغم تنحيه عن الرئاسة. والملفت ان السيارة حملت العلم الروسي رغم ان يلتسن لم تعد له صفة رسمية. واكد الرئيس السابق انه "واثق من ان روسيا ستواصل، كما فعلت في الماضي، مسيرتها الى الأمام والى الأعلى". وأشار الى ان الرئيس الجديد سيواصل نهج الاصلاحات السابق. ولن تكون هذه التصريحات البعيدة عن الواقع في مصلحة الخليفة الذي حاول جهده الا يبدو في نظر الناخبين "وريثاً" لعهد يلتسن الذي لا يحظى بشعبية لدى الغالبية الساحقة من 108 ملايين مواطن لهم حق الاقتراع. بوتين والنساء وأشار محللون الى ان لبوتين الشاب 48 سنة حظاً أوفر من زيوغانوف 56 سنة لأنه يتمتع بدعم واسع من حكام الاقاليم وحظي بحصة الأسد في التلفزيون. والى ذلك فإن عدد الناخبات في روسيا يزيد بتسعة ملايين عن عدد الناخبين، و"النساء يفضلن الأصغر سناً" حسبما أفادت دراسات روسية. وكان الكرملين ابدى تخوفه من ان "الكسل" يمكن ان يصبح عاملاً خطيراً في الحياة السياسية، اذ ان مشاركة أقل من 50 في المئة من الناخبين المسجلين تجعل الانتخابات غير شرعية. الا ان نسبة الاقبال تعدت 60 في المئة في 45 من 89 وحدة ادارية في النصف الأول من النهار. ورغم ان القانون يمنع نشر استطلاع آراء من أدلوا بأصواتهم، الا ان احصاءات غير رسمية اشارت الى ان بوتين يمكن ان يحصل على اكثر من 50 في المئة، ما يؤهله للفوز من الجولة الأولى. إلا ان مراقبين اشاروا الى ان زيوغانوف قد يعزز مواقعه حينما تظهر نتائج فرز الأصوات في المناطق الريفية وهي الاسوأ حالاً من الناحية الاقتصادية. الشيشان ورغم اعتراض عدد من المرشحين للرئاسة، أصر الكرملين على اجراء الانتخابات في الجمهورية الشيشانية التي منع التنقل داخلها واغلقت حدودها. وأعلنت اللجنة المركزية للانتخابات بعد ظهر امس، ان 55 في المئة من 460 ألف ناخب شيشاني، أدلوا بأصواتهم. ويبدو هذا الرقم مبالغ به، اذ ان 212 ألف شيشاني لجأوا الى جمهورية انغوشيتيا المجاورة ونظموا أمس تظاهرات على الحدود ورفعوا شعارات تطالب بانسحاب القوات الروسية وتؤكد ان "الشيشانيين لا علاقة لهم" بالانتخابات الروسية. ولم يبق داخل الجمهورية الشيشانية سوى 150 ألف مواطن و100 ألف عنصر من القوات الروسية التي اعترفت قيادتها بأن الوضع كان "صعباً" أمس. وقالت ان اشتباكات جرت في عدد من المناطق. وأعلنت وكالة "انترفاكس" ان ألفي مقاتل بقيادة "خطاب" دخلوا بلدة توجاي يورت، إلا ان وزارة الدفاع نفت بشدة هذا النبأ. واكدت ان "سكان البلدة أدلوا بأصواتهم في جو هادئ". الا ان الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي اعترف بأن القوات الروسية اشتبكت مع "مجموعة كبيرة" من المقاتلين الشيشانيين في قرية تسينتروي القريبة من نوجاجي يورت. واكدت "انترفاكس" لاحقاً ان مصادر عسكرية اعترفت بوجود وحدات شيشانية يراوح عددها "بين المئات وثلاثة آلاف" تستعد للهجوم على نوجاي يورت. وذكرت ان الطائرات الروسية كثفت غاراتها على المنطقة. وفي موسكو، أعلنت هيلي داين رئيسة بعئة المراقبين التي أوفدتها منظمة الأمن والتعاون الأوروبي الى الشيشان انها قررت الامتناع عن ايفاد مراقبين الى هناك "لعدم توفر شروط اجراء انتخابات حرة" في الجمهورية. واشارت في صورة خاصة الى ان موسكو "لم توفر المعايير الدولية للانتخابات الديموقراطية" في الشيشان.