} رئيس وزراء وامرأة وشيشاني وثمانية ساسة معروفين، اقتربوا من خط النهاية في سباق جائزته كرسي الرئاسة الروسية ويحصل من يشغله على مرتب شهري يعادل أقل من 900 دولار. وكان الاختبار الأبرز للمرشحين أن يقدموا كشوفات سليمة عن مداخيلهم. وبدا معظمهم محدودي الدخل... يعيشون على حساب زوجاتهم أو أولادهم! مر المرشحون للرئاسة الروسية باختبارات مسيرة منها جمع تواقيع 500 ألف مواطن لتأييد التأهيل الى الكرملين وتشكيل لجان موكلين وما الى ذلك من الاجراءات. إلا أن الاختبار الأصعب كان يتجسد في تقديم اثباتات بشأن دخل المرشح وأفراد عائلته في السنتين الأخيرتين. وكاد يخفق في هذا الامتحان السياسي الغريب الأطوار فلاديمير جيرينوفسكي الذي اكتشفت لجنة الانتخابات المركزية انه لم يسجل واحدة من الشقق التي يملكها ابنه ايغور الذي ورث عنه رئاسة كتلة الحزب الديموقراطي الليبرالي في البرلمان، بعدما صار الأب القائد نائباً لرئيس مجلس الدوما. ورفضت اللجنة تسجيل جيرينوفسكي إلا أن المحكمة العليا طعنت في القرار على اعتبار ان مساحة الشقة "المنحوسة" أقل من 40 متراً مربعاً لا تعادل سوى واحد في المئة فقط من المساحة الاجمالية للشقق التي يملكها جيرينوفسكي رغم ان مرتبه الشهري كنائب في البرلمان لا يتعدى 400 دولار! والمواطن الروسي الذي يقرأ كشوف الساسة الذين يريدون أن يصبحوا على رأس الدولة، يبكي لحالهم. فالزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف لا يملك سيارة واحدة، وان كان يتنقل بما قُسم من وسائل نقل يوفرها البرلمان أو في واحدة من السيارات الثلاث المسجلة باسم ابنته. ورئيس الوزراء السابق فلاديمير بوتين، القائم بأعمال الرئاسة والمرشح الأقوى للبقاء في الكرملين، ليس أوفر مالاً من منافسه الشيوعي، وان كان أكثر المرشحين ملكية للعقار 6800 متر مربع. والأغنى من بين المرشحين، رجل الأعمال الشيشاني عمر جبرانيلوف الذي يملك فنادق ومجمعات تجارية في موسكو إلا أن دخله المسجل خلال سنتين لم يتجاوز 300 ألف دولار. ويبدو هذا المبلغ هائلاً مقارنة بدخل يفغيني سافوستيانوف النائب الأول لمدير الديوان الرئاسي سابقاً والذي كان معدل ايراده الشهري طوال سنتين يوازي 300 دولار. ويبدو ان زوجته تولت اعالته اذ انها حصلت خلال سنتين على مليوني روبل. وأنعم الله على عائلة قسطنطين تيتوف المرشح للرئاسة ومحافظ مقاطعة سارانوف فدخله الشخصي محدود للغاية، في حين أن معدل دخل ابنه أكثر من مليون روبل شهرياً. وأكبر المرشحين سناً هو المخرج السينمائي والنائب ستانيسلاف غوفوروخين 64 سنة الذي يشغل قصراً مساحته 1200 متر من دون الحدائق. ولكن غوفوروخين هو الوحيد الذي لا يخفي مداخيله الفعلية كواحد من أكثر المخرجين شهرة. وسلطت أضواء ساطعة على مداخيل رئيس النيابة العامة يوري سكوراتوف الذي "علّقت" مهامه بقرار من الرئيس السابق بوريس يلتسن عقاباً له على تجاوز الحدود واتهام عائلة الرئيس بالتورط في فضائح مالية. واكتشفت هيئات التحقيق، من دون ايحاء طبعاً، ان سكوراتوف لم يدفع ثمن 14 بذلة خيطت له في الديوان الرئاسي. واتضح ان الغالبية الساحقة من المرشحين لا تطمح فعلاً في عرش الكرملين بل تترشح حباً للظهور، اذ ان ايلا بانفيلوف، أجمل وزيرة في روسيا المعاصرة، اخفقت في الحصول على أكثر من 0.6 في المئة من الأصوات أثناء الانتخابات البرلمانية إلا أنها رشحت للرئاسة لكي تبقى في الصورة. والأرجح ان بوتين سيبقى في "قصر الأعيان" داخل الكرملين وفيه 567 غرفة تشغل مساحة بضعة آلاف الأمتار المربعة، وفي واحد من المكاتب الرئاسية الثلاث هناك سبعة خطوط "ساخنة" للاتصال مع قادة كبرى دول العالم. والى ذلك، سيكون بوسعه ان يمضي أوقاته في واحد من أربعة قصور رئاسية قرب موسكو وآخر على البحر الأسود وسادس في كاريليا وسابع في فالداي. وبوسع الرئيس أن ينتقل الى هذه المناطق النائية على متن طائرة "ايليوشين 96" المزودة معدات زنتها 14 طناً لتأمين قيادة القوات المسلحة. وان لم يشأ أن يتنقل جواً فتحت تصرفه قطار رئاسي خاص وسفينة خاصة، ناهيك عن السيارات المصفحة التي تصنعها شركة "مرسيدس" بطلب خاص. إلا أن المرشحين يجب أن يعرفوا لحال زميلهم الذي سيصبح رئيساً شرعياً اذ ان الموازنة الروسية خصصت له لعام 2000 مبلغاً لا يتعدى 249300 روبل أي أقل من 900 دولار شهرياً.