} اتسعت دائرة المتضررين من موجة الفيضانات التي تجتاح دولاً عدة في افريقيا الجنوبية، وأعلن رئيس موزمبيق جواكيم تشيسانو امس ان عدد المشردين في بلاده من جراء الفيضانات وصل الى مليون شخص وناشد المجتمع الدولي ارسال مزيد من المساعدات. اكدت منظمات إغاثة دولية عدة ل"الحياة" امس ان عدد الوفيات في موزمبيق غير معروف بسبب اتساع مساحة المناطق التي اجتاحتها الفيضانات، لكنها سجلت وفاة 350 شخصاً على الاقل. وفي موازاة ذلك، قال رجل اعمال لبناني من العاصمة الموزمبيقية مابوتو في اتصال هاتفي ل"الحياة" امس "ان عدد الوفيات يتجاوز الثلاثة آلاف شخص، خصوصاً في المقاطعة الشمالية التي تعتبر الاكثر تضرراً في البلاد". واضاف ان حكومة موزمبيق جددت امس طلبها 5،63 مليون دولار من المساعدات لاعادة بناء ما دمرته الفيضانات، وذلك الى جانب ال 5،13 مليون دولار التي طلبتها الاممالمتحدة كمعونات عاجلة لهذا البلد. وقال: "ان حكومة موزمبيق أطلقت نداءات عدة منذ الاسبوع الماضي لدى بدء الفيضانات وناشدت الدول الغربية إرسال طائرات هليكوبتر، لكن لم تستجب سوى جنوب افريقيا المجاورة التي ارسلت خمس طائرات انقذت اكثر من ثمانية آلاف شخص كانت تحاصرهم المياة على سطوح منازلهم او على الاشجار وسط المياه". وزاد: "لم نسمع سوى من الاذاعات الدولية ان الولاياتالمتحدة سترسل خمس طائرات هليكوبتر، وان بريطانيا أرسلت سبعاً". وقال الناطق باسم منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة غريغوري هارتل: "ان انتشار الاوبئة، خصوصاً الملاريا والكوليرا بسبب عدم توافر المياه الصالحة للشرب وانهيار خدمات الصرف الصحية تشكل مصدر قلق عميق لنا. ويزداد القلق عندما تتراجع مياه الفيضانات لاحقاً لتترك بركاً ومستنقعات آسنة. وثمة مخاوف من ان المشكلة ستتضاعف في ظل وجود مؤشرات الى ان مزيداً من مياه الفيضانات ستتدفق الى موزمبيق خلال الايام القليلة المقبلة بعد هطول امطار غزيرة متوقعة في زيمبابويوجنوب افريقيا وتدفق بلايين من غالونات المياه من سد كاريبا الذي فاض منسوبه الى الحد الاقصى في زيمباوي". ويركز عمال الاغاثة جهودهم حالياً قرب مدينة تشوكوري التي غمرها حائط مائي زاد ارتفاعه اكثر من مترين خلال ساعات معدودة. وكذلك في اكساي الساحلية عدد سكانها 130 الف شخص حيث اختفت الطرقات في المدينة التي لم يعد يظهر من منازلها سوى سطوحها. وما يجعل من مأساة الموزمبيق اكثر بؤساً ان جيرانها زيمبابوي وبتسوانا وجنوب افريقيا، الذين كان يمكن ان يساهموا في شكل اكبر لتخفيف المعاناة، يعانون هم ايضاً من تأثير الفيضانات التي تعتبر الأسوأ في الذاكرة الحية وأدت حتى امس الى وفاة مئات من سكان المنطقة وتدمير اكثر من نصف مليون منزل. ففي زيمبابوي سُجل وفاة 70 شخصاً حتى اول من امس وتشريد اكثر من 250 الف شخص، الامر الذي زاد من حدة الازمة الاقتصادية لهذا البلد، وهي الاسوأ من نحو 20 سنة. إذ تضررت المحاصيل الزراعية وإهراءات الحبوب ومخازن الاغذية، الى جانب تدميرعدد من الجسور والسدود. وزادت ازمة الفيضانات من تفاقم مشكلة فقدان الوقود. وفي جنوب افريقيا، تواجه الحكومة مشكلة تدفق آلاف من اللاجئين الذين تشردوا من زيمبابويوموزمبيق وعبروا حدودهما، فيما لا تزال تواصل معالجة مشكلة الاضرار الناتجة عن الفيضانات في أراضيها. وسجل لديها وفاة اكثر من مئة شخص، كما سجلت حالات اصابة بالملاريا والكوليرا. وعلى الرغم من ان منسوب المياه بدأ في الانخفاض في جنوب افريقيا، إلا ان المياه تتدفق في اتجاه نهر ليمبوبو الامر الذي يُنذر بمزيد من المشاكل في كل من زيمبابويوموزمبيق حيث تستقبل المياه الفائضة من جنوب افريقيا. اما بتسوانا فقد سُجل تدمير عشرة آلاف منزل في المقاطعة الشمالية. وتبلغ نفقات إعادة بناء المرافق المتضررة من الفيضانات 5،8 مليون دولار. ولم تُعرف حجم الخسائر البشرية.