} لعبت المناظرات في تكوين تصورات للواقعات التاريخية، فهي بدأت من اسئلة بسيطة وتطورت استجابة للحاجات والتحولات. ومن تلك المناظرات خرجت المدارس والمناهج وتعددت الانقسامات. فحصل الاختلاف على تعيين اول انقسام بين المسلمين، وتم الاختلاف على صفات الصانع ثم انتقل الى الاختلاف على هوية المسلم و"الفرقة الناجية". وساهمت تلك المناظرات في تركيز الوعي التاريخي وبلورة قوانينه ومفاهيمه. يصف البيهقي الحاكم ابي سعيد المسحن بن محمد بن كرامة الجشمي وهو فقيه معتزلي كان على المذهب الحنفي وانتقل الى المذهب الزيدي في آخر حياته، مناظرة حصلت بحضوره في نهاية القرن الخامس للهجرة بين جماعة من المعتزلة و"المجبرة" تمت فيها مناقشة الاختلافات بين الفرق الاسلامية. فقال رجل من المعتزلة "كل مذهب سوى مذهب اهل العدل فباطل ومضمحل وكل كلام سوى كلامهم فهو داحض". واستغرب "المجبرة" قوله فقال لهم: "النحل على ضربين: قوم خارجون عن الاسلام كالدهرية والثنوية وعباد الاوثان والصائبين واليهود والنصارى والمجوس، فهم خارجون عن الملة مبائنون للنحلة، اجمعت الامة على تكفيرهم ونطق الكتاب والسنّة بتضليلهم. والفرقة الثانية المنتحلون للاسلام المقرّون به الذابون عنه وهم فرق الخوارج والنجارية والاشعرية والكرامية والرافضة، وهم اهل البدع. فلم يبق الا واحد وهم المعتزلة اصل الحق والدين". واخذ الشيخ المعتزلي بتوضيح رأيه وبدأ بعرض مقولات "اهل البدع" محاولاً تفنيد افكارهم وتفكيكها. وأهمل اهل "الكفر" وهم الخارجون عن الملّة. وينتهي اخيراً الى التأكيد على ان الحق هو مع المعتزلة فهم "العدلية" وبرأيه "نوحد الله ولا نشبّهه ولا نضيف اليه القبائح، بل ننزّهه ونحكم بعصمة الانبياء والمرسلين ونجعل العمدة اتباع الشريعة، ونجمع بين محبة الصحابة واهل البيت". قال الشيخ المعتزلي كلامه بحضور البيهقي المعتزلي الذي قلّد طريقة القاضي عبدالجبار في اصول اعتزاله في جلسة نقاش مع "المجبرة" وهي صفة يطلقها المعتزلة ضد خصومهم من اهل السنة والشيعة وخصوصاً الاشعرية والكرامية والجهمية والضرارية والبكرية والكلابية والنجارية. ليس غريباً ان يضع البيهقي كلام المناظرة في سياق يميل الى تسفيه رأي الخصوم، فكلامه اساساً يدل على انحيازه لنهج الاعتزال، وهو اصلاً وضع كتابه للرد على ما اسماه فرق "المجبرة" و"المشبهة". وكان المعتزلة اعداء اهل الحديث ايضاً واطلقوا عليهم الكثير من الالقاب كالحشوية والنابتة. الى ذلك يكشف السجال عن سياقات مختلفة ابرزها: اولاً، حافظت فرق المعتزلة على وجودها بعد ان تراجع دورها السياسي وتأثيرها على السلطة وقراراتها بعد ان استتاب الخليفة القادر في سنة 408 هجرية فقهاء المعتزلة ونهاهم عن الكلام والمناظرة بسبب الفوضى التي اثاروها في الفترات السابقة. ثانياً، لم ينقطع الحوار بين الفرق الاسلامية حتى نهاية القرن الخامس بعد ان شهد الاعتزال بعض الانتعاش في عهد عضد الدولة البويهي الديلمي توفي سنة 372 هجرية واستمر الى نهاية القرن الخامس الهجري. وبرز في القرن المذكور القاضي عبدالجبار توفي 415 هجرية وخلفه سعيد بن محمد النيسابوري في رياسة المعتزلة في منطقة الري وغيرها. ثالثاً، تحولت المعتزلة الى حركة مثقفين بعد ان شكلت سابقاً فرقة مذهبية في الاسلام نجحت في السيطرة على الدولة العباسية في عهد المأمون ثم انشطرت الى عشرات المدارس المتخاصمة الامر الذي جعل فكرها ينتشر في مختلف الاوساط المذهبية من دون ان يتعارض مذهب الفقيه مع الاصول. وبرز الامر اكثر ما يكون في الاتجاه المعتزلي - الزيدي حين رأت الزيدية انطلاقاً من افكار الاعتزال انها "الفرقة الناجية". رابعاً، تحولت المعتزلة من نشاطها المذهبي الى تيار ثقافي متطرف في قراءة الظواهر وبرزت اتجاهات اعتزالية تكفّر الآخر غير المسلم وتُخرجه عن التوحيد، كذلك تبدّع المسلمين خصوصاً تلك الفرق والمذاهب التي لا تتفق مع افكارها. وبسبب النزعة التكفيرية تلك قتل البيهقي في مكة المكرّمة في العام 494 هجرية اثر صدور كتابه "رسالة ابليس الى اخوانه المناحيس" الذي اتهم فيه مختلف الاتجاهات، باستثناء العدلية، بالانحراف عن الملّة. يلاحظ من التصنيفات والأوصاف ان الصراع تدرّج او انتقل من السياسي الى العقائدي ومن الخلاف على الامامة الى الخلاف على عقيدة التوحيد. وادى تدرج وجهات النظر وانتقالها نظرياً من عهد الى آخر الى طرح اسئلة تطال الهوية الاسلامية وتحدد مواصفاتها وتقنن شروطها ضمن تعريفات واضحة المعالم. فمن خرج عليها خرج على العقيدة وأسقطت عنه الهوية. ومن انطبقت عليه شروطها استبقيت هويته وتم التعامل معه كفريق اسلامي يتميز بمقال مخالف ووعي مفارق. فالصراع السياسي أنتج الايديولوجي فهو السابق تاريخياً وقاد بالتالي الى نوع مختلف من الصراعات الذي تمثل بالصراع على الهوية ومواصفات "الفرقة الناجية" من المسلمين. كيف وصل الامر الى هذا الطور من الوعي المفارق وكيف تدرجت الصراعات وصولاً الى الخلاف على تحديد الهوية وشرعية الفرقة الدينية "الناجية". وكيف أثّرت كل تلك الخلافات على تطور فكرة التاريخ ثم نهوض وعي عقائدي حدد شروط تطور تاريخ الافكار عند المسلمين الاوائل؟ ساهمت مناظرات القرون الهجرية الاولى في اعادة انتاج الفكرة التاريخية التي وضع أسسها علماء القرن الاول. فهناك شبه استحالة للفصل بين الأسس الاولى وعوامل الوعي الاضافية التي دخلت على الفكرة وساهمت في تطورها اللاحق. لم تنفصل الفكرة التاريخية عن المناظرات فهي كانت استجابة للحاجة وفي الوقت نفسه استجابة للتطور ومنطقه على المستويين العقلي والاجتماعي. بدأت المناظرات في مطلع القرن الاول سياسية وجاء الخلاف على الإمامة ليجيب عن سؤالين: شرعية الإمام، وشرعية قراراته. فالخلاف الفكري كان في جوهره محاولة وضع علامات لتمييز القوى السياسية في صراعها على السلطة ومرجعيتها. وشكلت شرعية المرجعية مركز ثقل في الصراع وجاءت التفسيرات والتأويلات الاولى لتبرير نوعين من الشرعية: شرعية الدولة وشرعية المعارضة. وكل فريق يريد تبرير شرعيته بالتاريخ وحوادثه ودروسه وعِبَره. كانت الدولة في الحقل المذكور متقدمة على المعارضة. فهي من جهة اخذت تقود التحول الاجتماعي - السياسي وهي من جهة مسؤولة عن شؤون الخارج الفتوحات وتنظيم الخراج وبث الدعوة وعن شؤون الداخل تنظيم الجيوش وبيت المال والنظام الضريبي واعادة توزيع الثروة. لذلك فرضت الحاجات الدفاعية والاقتصادية والثقافية على الدولة اتباع سياسة شديدة التعقيد تجمع بين عنصرين مركبين: الاول المحافظة على المرجعية وتأكيد شرعيتها القانونية، والثاني الانفتاح على الآخر ومحاولة تداول الخبرات معه لإعادة تنظيم الاجهزة المدنية لتتناسب مع المهمات الجديدة التي فرضها اتساع رقعة الدولة وانتشار الدعوة واستمرار الفتوحات. ومنذ البداية نهضت معارضة مركبة من عنصرين: الاولى، سياسية عنيفة تدعو الى تغيير الحاكم من طريق القوة. والثانية، سياسية فكرية تقوم على الموعظة الحسنة واصلاح الامر من الداخل. ولم تكن المعارضة موحدة. فالمعارضة السياسية المسلحة انشطرت الى فرق متنافسة وقع بعضها في انحرافات عقائدية، كذلك انقسمت المعارضة الفكرية الى تيارات غير متفقة على برنامج موحّد يقدم البديل الشرعي عن السلطة القائمة. الا ان الصراعات الاولى أسست قوانين المناظرات وقدمت مادة غنية للتفكير وساهمت في تكوين وعي مركّب دفع منطق التفسير والتأويل الى مراتب متقدمة في التحليل أدى الى غلبة النزاع الفكري على السياسي، وتراجع موضوع الخلاف على الإمامة الى المرتبة الثانية خصوصاً بعد نجاح الدولة في تأكيد شرعيتها التاريخية من خلال تطوير وظائفها الادارية وتنظيم قنوات للرد على الحاجات الجديدة والضرورات التي يتطلبها الحكم. وقبل نهاية القرن الاول تراكمت المعرفة التاريخية ونهضت تيارات متفاوتة في قراءة الزمن وتحولاته واستيعاب الجديد واعادة ادراجه في شرعية القديم، ولم تتم المسألة من دون عنف وقسوة، فالفكري في معناه البعيد هو سياسي في مبناه القريب. وادى الاصطدام الى تطوير الافكار. وساهم تطور الافكار في نقل الخلافات من البسيط الى المركّب ومن العفوية معارضة فردية الى التنظيم معارضة فرقية، مللية، نحلية. وانتقل القول بالجبر والاختيار ومسؤولية الفرد عن اعماله من كلام الى منهج يعيد تركيب الفكر وينظمه في سياقات عقائدية تحاول تبرير هذا الموقف او الدفاع عن ذاك. وأثرت المناظرات الاولى في بلورة فكرة التاريخ وعززتها بعناصر وعي يحاول قراءة الحوادث وربطها في نسق مفهومي بعد ان تداخلت الاجتهادات وتضاربت التفسيرات والتأويلات والمواقف. الا ان فكرة التاريخ ظهرت عند المؤرخين الاوائل كفكرة محايدة في الخلاف ولجأ بعض المؤرخين الى تصوير الواقع كما هو ورسم حدود الاختلافات من دون تدخّل. بينما اختلفت وظيفة العالم والفقيه اضافة الى الأئمة والشيوخ في قراءة التحولات. اذ كان على العلماء والفقهاء والقضاة والأئمة والشيوخ تحديد موقف وبالتالي قراءة السجال في سياق تاريخي يربط الحاضر بالماضي ويحاول تنظيم الوعي وترتيب المناظرات بحثاً عن الهوية الاسلامية لتأكيد شرعيتها ومرجعيتها. كان الصراع على المرجعية اساس من اسس المناظرات العقائدية. وكان على كل صاحب رأي ان يثبت شرعية نصه ويؤكد على مرجعية فكره. وليس مصادفة ان يتم جمع الحديث والسيرة في وقت متقارب مع بدايات نهوض فكر الاعتزال ومذاهب الأئمة وتأسيس الفرق الاولى من حركة المعتزلة. فالمصادفة المذكورة تاريخية وهي تعبّر عن حاجات الاطراف الى تأكيد شرعية القول من خلال ربطه بشرعية التاريخ ومرجعه الزمني. فالزمن عندهم هو تواصل، وما نراه في الحاضر هو نتاج الماضي ومصدره الشرعي هو الاصل الاول الوحي المُنزل. وبسبب الخلاف على المرجعية حرص كل فريق على قراءة تاريخه الخاص انطلاقاً من التاريخ العام. ولم تختلف الفرق الكلامية الاولى عن مدارس الفقه ومناهج العلماء، فهي بدورها حاولت جاهدة تأكيد مرجعها بإسناد كلامها الى آيات من القرآن الكريم بينما اتهمها العلماء والفقهاء والأئمة برد مرجعها الى "الخارج" واخذ افكارها من الهند والفرس واليونان. فالفكر الفرقي برأي الأئمة والعلماء، فكر خارجي، اذ تم نقله من كتب التراجم حين بدأ نقلها الى العربية في العهد الاموي ثم اتسع نطاق الترجمة في مطلع العهد العباسي وخصوصاً فترة المأمون. لم تنشأ المناظرات العقائدية من فراغ فهي تطورت بدورها تاريخياً وكانت لها علاقة موضعية بالصراعات التي عرفتها دولة الاسلام في المرحلة العباسية. ولعبت المفارقات الاجتماعية والثقافية دورها في تكوين تصور متقدم للعلاقات، وتميز الوعي التاريخي في اكتشاف الروابط المحرّكة للتاريخ حين تداخلت الدوافع الاقتصادية بالحساسيات الاقوامية والقبلية والثقافية للشعوب المنضوية حديثاً في الدين البديل. وادى التشابك بين الوضع الاقتصادي المستجد والاصل الثقافي للمناطق، التي تعرضت للفتح، الى تشكّل فروقات في وعي التاريخ عبرت عن نفسها في قيام مناهج متباينة لقراءة الحوادث. ولم تكن المرحلة العباسية موحدة تاريخياً فهي انقسمت الى ادوار ومحطات شهدت فيها الدولة ارقى درجات التطور ثم هبطت تدريجاً الى لحظة الانهيار التام. وخلال تلك الفترات العباسية عرفت الدولة ايديولوجيات مختلفة وتبنت اجهزتها وجهات نظر ثم انقلبت عليها واتجهت نحو تبني ايديولوجيات مضادة. وساهم تقلب الدولة الى انقلاب موازين الزمان واطلاق دورات من الوعي التاريخي عكس في كتاباته الاختلاف الثقافي احياناً والتعدد في التكوين الاجتماعي احياناً اخرى. وعلى رغم ان مناظرات القرن الثاني اختلفت عن مناظرات قرن التأسيس، الا انها انضوت، على انواعها، في دائرة موحدة هي الاسلام وشرعية دوره التاريخي في بناء الدولة والمجتمع. فالاسلام هو الجامع الحضاري بينما التنازع كان يتم على شرعية الدولة ومدى الاقتراب من الاصل الاول. وبقي الصراع يدور في ثلاثية الدين والدولة والسياسة في معناها المركب الوحدة والانقسام. فالمشترك كان يعيد انتاج المختلف عليه ويضعه في سياق تطور زمني ساهم في بلورة فكرة التاريخ وتطورها المعرفي. وكما حصل في القرن الاول لعبت النخبة الاسلامية او "صفوة الصفوة" دورها في مقاومة طغيان الدولة واستبداد المعارضة خصوصاً حين كانت المعارضة تلجأ الى التحالف واحياناً التعاون مع السلطة في قمع الكتلة الدينية التي كانت تمثل على اختلافها وانواعها جهاز الرقابة على شرعية الدولة وسياساتها وآراء المعارضة وممارساتها. اختلف المسلمون على تحديد موقف موحد من التحولات التي كانت تقودها الدولة. وساق الخلاف الى تكوين مدارس اجتهادية حاولت انتزاع شرعيتها احياناً من الدولة واحياناً من الشارع. وفي الحالين تنافست على انتزاع الشرعية التاريخية ومدى صحة الرأي وقربه من الاصل الاول. كذلك اختلف المسلمون على الاتفاق على تفسير مشترك للتحولات وما استتبعه من انقسامات فنشأت مناظرات كثيرة عبّرت عن نفسها في قيام مدارس متضاربة في قراءة الوقائع الجارية وفي الآن في قراءة التاريخ وحوادثه. وهو امر ادى لاحقاً القرن الثالث الى نهوض مراكز قوى فكرية حاولت تأويل علم الاختلاف وقراءة خطوط التقارب والتشابه وتمييز المعارف عن بعضها، وفرزها الى اتجاهات تجتمع تحت عنوان موحد من المقالات الا انها تفترق عن بعضها كفرق متنافسة على الشرعية التاريخية. وفي الفضاء المذكور تمت استعادة عناصر الخلاف في القرن الاول واعيد تفسيره في ضوء المستجدات التي طرأت في القرن الثاني. فالمناظرات الاولى لم تنقرض بل اضمحلت تدريجاً ليعاد انتاجها في المناظرات الثانية. تركزت الصراعات الداخلية في القرن الاول على السياسة بينما تركزت في الثاني على الفكر. وفي القرنين تمكن قراءة حالات فكرية في الاول وحالات سياسية في الثاني. اذ هناك صعوبة في قطع الصلة بين السياسي والفكري في الاول او بين الفكري والسياسي في الثاني. الا انه يمكن اكتشاف صلات بين الوضعين مع غلبة الجانب السياسي في مرحلة التأسيس والفتوحات وغلبة الجانب الفكري في مرحلة استقرار الفتوحات الكبرى وتحول الدولة الى لاعب رئيسي الى جانب الدين، واحياناً لاعب منافس يريد السيطرة على الدين وتعطيل مفعوله كقوة تاريخية ضاغطة تراقب مختلف التحولات. أدت كل تلك المناظرات الى دخول عناصر تفكير جديدة في تحليل التاريخ وربط علله ومعرفة اسبابه وهو امر ساهم لاحقاً في تطور الخبر الى علم مدرسي يؤسس الفكرة على طرائق عمل ومنهج عقلي ينسجم الى حد ما مع اسلوب المؤرخ وموقعه من الصراع ورأيه في المناظرات الجارية. وهو امر دفع التصور التاريخي الى مرتبة اعلى من تلك التي لاحظها الفقيه سفيان الثوري عندما ميّز بين الاخباري والمؤرخ ومال الى تغليب خبر المؤرخ على رواية الاخباري. الا ان تمييز العلماء والفقهاء النظري بين الراوي والمؤرخ لم يعطل دور الاخباري وتأثيره في انضاج فكرة التاريخ. فهو حافظ على موقعه كمصدر للخبر يروي المعلومات باسلوب مبعثر وانتقائي ويساهم في تقديم كتلة فوضوية من الآراء التي ينقصها السياق التاريخي والتماسك النظري. * كاتب لبناني