لقد أثبت لي الواقع المشاهد بما لا يدع مجالاً للشك، بأن أغلبية الشعب الصومالي لا تبدو متحمسة لفكرة السلام التي يقودها الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر، ويغلب عليها الشك والشك يأتي من شخصية اسماعيل التي ترى السلام مهماً وضرورياً في الصومال. في حين تعم الفوضى في بلاد العفر وعيسى. ومنذ ظهرت الميليشيات الصومالية في العام 1991، وانتقلت السلطة من حكومة سياد بري الى هذه الاحزاب العشائرية، عرفت الصومال عدم الاستقرار في جميع المجالات وفي مقدمتها المجال الأمني. والرئيس الجيبوتي يبحث عن الشهرة والمادة من خلال البحث عن السلام وانه مستعد لتغيير مساره اذا اقتضت المصلحة، وليس المبدأ... وهذا ما قال عنه عثمان حسين علي والذي يعتبر رئيس المؤتمر الصومالي الموحد... وفي الساحة الجيبوتية مثلاً لا نرى السلام بين العفر وعيسى، والبلد يعيش حالة الحرب اكثر من عشرة سنوات. والرئيس يجول في العالم، بإسم اعادة السلام في الصومال، فكان من اعاجيب هذا السلام ان يقف الرئيس الجيبوتي في صف المعارضة العفرية فدود حيث تم الافراج عن 28 معتقلاً من المعارضة في يوم 10 شباط فبراير الماضي، وهذه رسالة وجهها الرئيس الى الفصائل الصومالية التي كانت تقول له بالأمس أقم السلام بين العفر وعيسى وكأن الرئيس أفرج عن المعارضة العفرية لكي يكسب ودّ الفصائل الصومالية المتحاربة. وبالتالي يظهر لهم وللعالم أيضاً بصورة رجل ديموقراطي يسمع صوت المعارضة. ولماذا يربط الرئيس قضية العفر بقضية الصومال؟ وهل يجد الرئيس الجيبوتي سوقاً لبضاعته؟ ويحاول الرئيس ان يقنع المعارضة العفرية، وكل الشعب الجيبوتي ان معاناتهم جميعاً لا تضاهي معاناة الصومال، وان وجعهم اكبر من وجعهم. وتعامل اسماعيل مع العفر طيلة 23 سنة وما زال يتعامل معهم في ضوء النهار كما في ظلمة الليل، بالقتل والسجن. فلماذا لم ينهض الرئيس لاعادة حقوق العفر، ويرفع الظلم عنهم؟ فهل حدث ان تعاطف الرئيس مع العفر، قبل ان يتحسر لأجل الصومال؟ نشك في ذلك كثيراً، بل نجزم، كما قلنا، بنفيه. ان قلق الرئيس اسماعيل على مصير الصومال وشعبه، هو قلق لا مشروع، بل هو قلق يدعو للحذر والارتياب! ابراهيم علي - السويد