وكانت قوات الامن الفلسطينية حاصرت منزلاً في الضفة الغربية اول من امس بعد بلاغ اسرائيلي عن وجود اثنين من اعضاء خلية الطيبة التابعة ل"حماس" فيه. وطلبت قوات الامن من الموجودين الاستسلام، لكنهم لم يفعلوا الا بعد تدخل زعماء في الحركة. كذلك اعتقل في هذه العملية رجل ثالث يعتقد انه كان يزود الرجلين بالمال. وستمنع هذه المحاكمة اسرائيل، التي اشادت بالتعاون الامني الفلسطيني - الاسرائيلي، من المطالبة بتسلم الرجال الثلاثة. وقال المحامي العام الفلسطيني لمحاكم الامن خالد قدري ان المدعى عليهما متهمان بارتكاب مخالفات تضر بالمصالح الفلسطينية العليا وحيازة اسلحة ومتفجرات في مناطق سكنية. واضاف ان الشرطة ضبطت معهما 40 كيلوغراماً من المتفجرات. واوضح ان جلسات المحكمة ستعقد بصورة متواصلة في محكمة امن نابلس حتى الانتهاء من هذه القضية. وعن عملية الاعتقال، قال مسؤول فلسطيني لوكالة "فرانس برس" ان جهاز الامن الاسرائيلي الداخلي "شين بيت" رصد العناصر الثلاثة في المنزل في قرية القليلة قرب نابلس قبل ان يخطر رئيس الامن الوقائي الفلسطيني في الضفة العقيد جبريل الرجوب. وقال مصدر في "حماس" ان الزعيم الروحي للحركة الشيخ احمد ياسين تدخل هاتفيا في التفاوض لحملهم على الاستسلام. واضاف: "لقد سلموا انفسهم فقط بعد ان تحدث اليهم الشيخ ياسين على الهاتف واعطاهم الضوء الاخضر للاستسلام". وأكد الرجوب لوكالة "رويترز" ان "الشرطة الفلسطينية اعتقلت رجلين من حماس متورطين بحادث الطيبة، وشخصاً ثالثاً كان يساعدهما بالمال واشياء اخرى". واضاف انهم استسلموا بعد مفاوضات مطولة معهم وبعد التحدث الى قيادة "حماس" ومشاركة وسطاء. واوضح الرجوب ان هذه العملية انهت عملية بدأت قبل اسبوعين عندما حاصرت قوات اسرائيلية منزلا في قرية الطيبة العربية شمال اسرائيل في الثاني من اذار مارس الجاري وقتلت اربعة من رجال الحركة تحصنوا داخل المنزل. واعلنت اسرائيل حينها ان المقاتلين كانوا ينوون تنفيذ هجمات بالقنابل في مدن إسرائيلية. وقال الرجوب ان الشرطة عثرت معهم على مسدسات وشحنتين ناسفتين، اضافة الى شحنتين ناسفتين اخريين كانتا معدتين للانفجار وفجرتهما قوات الامن الفلسطينية. واوضح جيران ان الرجلين جاءا من قطاع غزة وقالا لصاحب البناية انهما من الطلاب. وقال رئيس بلدية نابلس غسان الشكعة: "لقد سلموا انفسهم ... وهم الان في ايدي قوات الامن الفلسطينية". واضاف ان الشقة التي تحصن الثلاثة داخلها عثر فيها على الكثير من المتفجرات. وعبر نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه امس عن ارتياحه للتعاون بين اجهزة الامن الاسرائيلية والفلسطينية الذي سمح بتوقيف اعضاء مجموعة تابعة ل"حماس". واكد للاذاعة الاسرائيلية ان "هذه الاعتقالات تثبت التعاون بين اجهزتنا الامنية"، مضيفاً: "مع ذلك علينا الا نتوهم كثيرا لان الارهابيين سيواصلون محاولة تنفيذ عمليات وعلى السكان الاسرائيليين ان يستمروا في التزام الحذر". وقال عسكريون اسرائيليون ان الناشطين الثلاثة كانوا يحملون حقيبتين تحويان متفجرات "كانت مخصصة لهجمات ضد محطات للجنود الاسرائىليين في منطقة تل ابيب". "حماس" تدين ودان عضو المكتب السياسي ل"حماس" موسى ابو مرزوق امس توقيف الناشطين الثلاثة، موضحاً في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية ان عمليات التوقيف "دليل واضح على استمرار برنامج السلطة الفلسطينية في التعاون مع العدو الصهيوني في ملاحقة المجاهدين". وقال: "نحن لا نرى ان العملية الجارية هي عملية سلمية. العملية لا تخدم على الاطلاق مصالح الشعب الفلسطيني"، معتبرا ان "الذي يجري هو محاولة طمس حقوق الشعب الفلسطيني"، ومشددا على ان "طريق حماس ليس مفروشا بالورود".