خيم توتر شديد على مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية حيث قُتل امس اربعة فلسطينيين، ثلاثة من حركة «حماس» ورجل أمن، في اشتباك مسلح هو الثاني في اقل من اسبوع بين الحركة واجهزة الامن الفلسطينية، في وقت اعتبرت «حماس» ما يجري «عدوانا بالوكالة»، وتوعدت المشاركين فيه بالقصاص، ودعت الى التعامل مع قوات الامن الفلسطينية «كقوات احتلال»، معتبرة ان العلاقة مع اجهزة الامن في الضفة دخلت «مرحلة جديدة»، وسط مخاوف من ان يتكرر في الضفة ما حصل في غزة بين الحركتين. وعلمت «الحياة» من مصادر مصرية مطلعة ان وفداً من «فتح» برئاسة أحمد قريع سيصل الى القاهرة بدعوة من المسؤولين المصريين في ضوء احداث قلقيلية وفي مسعى الى البحث عن سبل لإنقاذ الحوار الفلسطيني. وكان اشتباك قلقيلية وقع عندما دهمت قوة من اجهزة الامن منزلا إختبأ فيه ثلاثة من أعضاء «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري ل «حماس». وبحسب مصادر متطابقة، عثر رجال الامن بالصدفة على سرداب ارضي اختبأ فيه المسلحون الثلاثة الذين اطلقوا النار على رجل الامن الذي اكتشف المخبأ، ما ادى الى مقتله فورا. واعقبت ذلك اشتباكات عنيفة في محيط المنزل، ولجأت السلطة الى مفاوضة المسلحين المتحصنين داخل المخبأ لتسليم انفسهم، الا انهم رفضوا. وقال الناطق باسم اجهزة الامن العميد عدنان الضميري ان الثلاثة سقطوا في اشتباك مع قوة امنية اقتحمت المخبأ، مشيرا الى ان المسلحين كانوا يرتدون احزمة ناسفة لتفجيرها لحظة اعتقالهم. يذكر ان المسلحين الثلاثة، وهم علاء ابو ذياب ومحمود عطية واياد الابتلي، «مطلوبون» لاسرائيل منذ خمس سنوات، ولأجهزة الامن الفلسطينية منذ شهر ونصف الشهر. وقال مسؤول امني فلسطيني ل «الحياة» ان الثلاثة كانوا آخر العناصر المسلحة ل «حماس» في الضفة. وهذا الاشتباك هو الثاني من نوعه في قلقيلية في غضون اقل من اسبوع. ففي مطلع الاسبوع، وقع اشتباك مماثل اسفر عن مقتل ثلاثة رجال أمن واثنين من مسلحي الحركة. وتبادلت السلطة و«حماس» الاتهامات في شأن نيات كل منهما تجاه الآخر، ففي حين قالت السلطة ان «حماس» في غزة تحرض انصارها في الضفة على ممارسة العنف ضد اجهزة السلطة لتكرار ما حدث في غزة، قالت «حماس» ان «السلطة تتجاوز الخطوط الحمر». وفي موقف غير مسبوق، اعلن الناطق باسم «كتائب القسام» الملقب «ابو عبيدة» خلال مؤتمر صحافي في غزة انه «منذ اليوم سيتم التعامل مع قوات الامن الفلسطينية في الضفة كقوات احتلال». واضاف: «منذ اليوم كل أفراد الامن الذين شاركوا في العملية في قلقيلية باتوا مطلوبين لكتائب القسام». واضاف ان «لا امن ولا اعفاء» للمشاركين في احداث قلقيلية، «انهم مطلوبون للقسام». وحمل الرئيس عباس ورئيس الوزراء سلام فياض ووزير الداخلية كامل المسؤولية. وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري إن «ارتكاب هذه الجريمة من حيث التوقيت ترحيبٌ بالرئيس باراك أوباما خلال زيارته للمنطقة... إننا أمام مرحلة جديدة في العلاقة مع الأجهزة الأمنية في الضفة الغربيةالمحتلة». بدورها، نددت حركة «الجهاد الاسلامي» بما حصل، واعتبرت أنه «يأتي في إطار الحرب المبرمجة التي تقودها حكومة رام الله ضد مشروع المقاومة في الضفة». وفي اسرائيل، وصفت مصادر عسكرية ما حصل بأنه «عملية مهمة وناجحة للأجهزة الأمنية الفلسطينية». وافادت الإذاعة الاسرائيلية أن «الأجهزة الأمنية حاصرت المكان الذي تحصن فيه ثلاثة مسلحين، وبعد فشل كل المحاولات لإجبارهم على الاستسلام، سكبت كميات من المياه في قبو المنزل الذي تحصنوا فيه، ما أدى إلى مقتلهم غرقاً».