} توجه الناخبون في اسبانيا الى صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات العامة لاختيار الحكومة الثامنة في بلادهم منذ عودة الديموقراطية بوفاة الزعيم الفاشي فرانسيسكو فرانكو في 1975. وتابعت قوى اليمين الاوروبية الانتخابات باهتمام كون الحزب الشعبي الاسباني المرجح فوزه هو احد الاحزاب اليمينية القليلة التي لا تزال تحكم في اوروبا بعدما اكتسحت القارة موجة الحكومات اليسارية التي ترفع شعار "الطريق الثالث"، متبعدة عن مواقعها التقليدية في اتجاه مواقع جديدة في وسط الساحة السياسية. مدريد - أ ف ب، رويترز - شهدت الانتخابات العامة في اسبانيا اقبالاً لا بأس به، نتيجة الحماس التقليدي للناخبين البالغ عددهم 34 مليوناً أضيفت اليه حال الطقس الجيدة امس الاحد. ولكن نسبة الاقبال لم تتجاوز تلك التي شهدتها البلاد عام 1996. واشارت استطلاعات الرأي الى تقدم رئيس الوزراء اليميني خوسيه ماريا اثنار على منافسه الاشتراكي خواكين المونيا، مستفيداً من الاداء الجيد للاقتصاد الاسباني، في ظل انخفاض معدل البطالة وارتفاع مستوى المعيشة. وتوقعت الاستطلاعات ان يزيد الحزب الشعبي اليميني الحاكم بزعامة اثنار عدد مقاعده في البرلمان المؤلف من 350 مقعدا، مقارنة بالمقاعد ال156 التي كان يشغلها في البرلمان السابق. لكن الاستطلاعات اشارت الى ان حزب اثنار لن يحصل على الغالبية المطلقة في البرلمان والتي تتطلب ان يحتل 176 مقعداً، ما يضطره الى الاعتماد على تأييد احزاب صغيرة اهمها القومي القطالوني. وخيمت على الانتخابات اجواء حملة العنف التي يشنها انفصاليو الباسك. وتولى حوالي ثلاثة الاف شرطي حماية مراكز الاقتراع في الاقليم حيث دعا تنظيم "يوسكال هريتاروك" الانفصالي الناخبين الى مقاطعة عملية الاقتراع. ويعتبر هذا التنظيم الجناح السياسي لحركة "ايتا" الانفصالية. وسجلت محاولات لعرقلة الانتخابات في الاقليم عبر القاء قنابل حارقة والحاق اضرار بمراكز اقتراع. وفي الوقت نفسه، نظم حوالى 23 الف متطوع في اسبانيا "استفتاء" غير رسمي على الغاء ديون العالم الثالث، وذلك في "مراكز اقتراع بديلة". واقيم الاستفتاء الذي نظمته شبكة المواطنين المؤيدين لالغاء الديون الخارجية بالرغم من معارضة اللجنة المركزية للانتخابات التي رأت ان هذه المبادرة ستعرقل سير عملية الانتخاب. وامر الحرس الوطني في عدد من المدن بسحب هذه المكاتب التي اقيمت في الشوراع على مقربة من مراكز الاقتراع الحقيقية. الا ان السلطات تركت المكاتب البديلة في اماكنها في معظم الاحيان كما حصل في استريمادور جنوب-شرق حيث شارك رئيس المنطقة الاشتراكي خوان كارلوس رودريغيز ايبارا في التصويت. وبدوره، شارك زعيم لائحة التحالف القومي في قطالونيا كزافييه ترياس في هذا "الاستفتاء".