عاقب ناخبو كاتالونيا رئيس الإقليم أرتور ماس الذي نظم انتخابات نيابية مبكرة، سعياً إلى تحويلها منصة في جنوحه للانفصال عن إسبانيا، إذ تراجعت مقاعد حزبه وبات عليه التحالف مع أحزاب أخرى، في ما اعتبره اليمين الحاكم في مدريد رفضاً لاستقلال كاتالونيا عن إسبانيا. وفي اقتراع سجّل الأحد نسبة مشاركة بلغت 68 في المئة، أي أعلى بنسبة 10 في المئة عن الانتخابات الأخيرة قبل سنتين، منح الناخبون 4 أحزاب مؤيدة للانفصال، 87 مقعداً من 135، أي نحو الثلثين. لكن حزب «وفاق واتحاد» الذي يرأسه أرتور ماس، خسر 12 مقعداً، فتراجع إلى 50 نائباً، فيما ضاعف حزب «اليسار الجمهوري» الانفصالي مقاعده من 10 إلى 21، متقدماً الحزب الاشتراكي (20 مقعداً)، و«الحزب الشعبي» اليميني الحاكم في مدريد (19 مقعداً). وعلى ماس التحالف مع «اليسار الجمهوري»، للدفع بمشروعه الانفصالي، لكن ذلك دونه صعوبات، إذ إن الحزب اليساري انتقد بشدة تدابير تقشفية نفذها رئيس الإقليم وخفضاً في الإنفاق، لتحقيق استقرار ضريبي. على رغم ذلك، أعلن ماس الذي أحاط به أنصاره وهم يهتفون «الاستقلال، الاستقلال»، انه سيتابع مشروعه لتنظيم استفتاء حول الاستقلال بعد 4 سنوات. وأضاف: «ذلك أكثر تعقيداً، ولكن لا شيء يدعو إلى التخلي عن العملية. على الذين يريدون إجهاضها، أن يأخذوا في الاعتبار أن مجموع الأحزاب السياسية المؤيدة لحق الخيار، يشكّل غالبية كبرى في البرلمان». لكن أليسيا سانشيز كاماتشو، رئيسة «الحزب الشعبي» في كاتالونيا، اعتبرت أن «ماس أراد أن يتخذ الكاتالونيون قراراً، وفعلوا ذلك، إذ قالوا كلا لغالبيته المطلقة ولانفصال كاتالونيا عن إسبانيا». ورأت ناطقة باسم «الحزب الشعبي» أن «الأمور ساءت، بالنسبة إلى الذين يرغبون في كاتالونيا خارج إسبانيا». وقال خوسيه إغناسيو توريبلانكا، رئيس المجلس الأوروبي في مكتب مدريد للعلاقات الخارجية، أن «ماس ارتكب خطأً في شكل واضح، إذ شجع برنامجاً انفصالياً، وقال له الناس انهم يريدون أن ينفذ آخرون برنامجه».