ينتظر عادل قعدان ابن باقة الغربية بفارغ الصبر اليوم الذي سيتوجه فيه الى "دائرة أراضي اسرائيل" ليتقدم بطلب شراء أرض تقع في حدود مستوطنة كاتسير الواقعة في وادي عارة داخل "الخط الاخضر" الفاصل بين اسرائيل والضفة، وذلك بعد أن أصدرت المحكمة الاسرائيلية العليا قرارا الزمت فيه الجمعية التعاونية اليهودية التي تدير المستوطنة ب "النظر" في طلب قعدان على اعتبار أنه لا يجوز رفض اسكان عائلة في مكان ما لكونها عائلة عربية. وقال قعدان ل "الحياة" غداة صدور القرار أنه أفرحه كثيرا لأنه "فتح نافذة صغيرة للفلسطيني في اسرائيل يمكن ان تمكنه من الحصول على أبسط حقوقه وهو اختيار مكان سكناه خصوصا أننا نعيش منذ قيام اسرائيل في كبت وتمييز عنصري دائمين". ويعتبر قرار المحكمة الاسرائيلية العليا سابقة في القضاء الاسرائيلي عموما وفي مجال الدفاع عن حقوق العرب في هذه الدولة وذلك لأنه، للمرة الاولى في تاريخ القضاء الاسرائيلي، يحظر على "الدولة" تخصيص أراض تابعة لها الى مؤسسات "تعمل لصالح اليهود فقط"، أي للمؤسسات اليهودية مثل الوكالة اليهودية و"الكيرين كييمت" وغيرها من الاجسام التي تفرز لها "دائرة اراضي اسرائيل" مساحات من الارض لاقامة مشاريع ومنشآت ومستوطنات تخصص لفائدة اليهود فقط. واستغرق اتخاذ هذا القرار أربع سنوات بعد أن رفضت "جمعية كاتسير التعاونية" النظر في طلب تقدمت به عائلة قعدان لشراء قطعة أرض داخل حدود هذه المستوطنة لبناء بيت عليها. وقال قعدان انه لن يتراجع عن قرار الاقامة في كاتسير. واوضح أن اليهود الذين عاشوا وتعلموا في مدارس اوروبية لم ينسوا لغتهم "وجاءوا الى هنا وقد ازدادوا يهودية وعنفا وسأضمن أن يحافظ اطفالي على عروبتهم واسلاميتهم، فالاقلية دائما تعرف كيف تنتصر على الظروف".