وصف الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي الناطق باسم "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الذي اطلقته السلطة الوطنية الفلسطينية أمس قرار اعتقاله بأنه كان "جائراً"، مؤكداً "عدم وجود أية مبررات أو اسباب لاعتقاله"، مضيفاً ان قرار الافراج عنه "كان متوقعاً في أي وقت". ووصف زعيم "حماس" ومرشدها الروحي الشيخ أحمد ياسين اطلاق الرنتيسي بأنه "شيء طيب"، معرباً عن امله ان يتم الافراج عن بقية قياديي وكوادر الحركة المحتجزين لدى السلطة الوطنية. وكانت السلطة اعتقلت الرنتيسي في اعقاب حادث اغتيال قائد "كتائب عزالدين القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس" محيي الدين الشريف في نيسان ابريل 1998 وذلك على خلفية تصريحات صحافية، كما قيل آنذاك. وقررت محكمة العدل العليا في الرابع من حزيران يونيو 98 الافراج الفوري عنه، في ضوء طلب تقدم به المركز الفلسطيني لحقوق الانسان اثر توكيل من ذويه، الا انه لم يتم الافراج عنه، وضرب عرض الحائط بقرار المحكمة. وأفرجت السلطة عنه في السابع عشر من تموز يوليو 99، للمشاركة في جنازة والدته، وعاودت اعتقاله في الثامن من آب اغسطس من العام نفسه، الى ان افرجت عنه أمس. ورداً على سؤال اذا كان اطلاقه سيساهم في تحسين الاجواء بين السلطة و"حماس" قال الرنتيسي: "ان الاجواء لا يعكرها اعتقال مسؤول او كادر في حماس، ولا ينقّيها الافراج عنهم"، مؤكداً "ان القضية هي قضية فلسطين، وهذا هو الاختلاف مع السلطة، ولن تُنقّى الاجواء الا اذا اتّحد الرأيان رأيا "حماس" والسلطة حول فلسطين، بناء على الرأي الذي نؤمن به". وعلمت "الحياة" ان قرار اطلاق الرنتيسي جاء خلال اجتماع عقده عدد من قادة "حماس" في غزة صباح امس مع الرئيس ياسر عرفات الذي قرر الافراج عنه فوراً بناء على طلبهم. وقال الرنتيسي خلال لقاء مع الصحافيين في مقر "حماس" في مدينة غزة، بعد ساعة واحدة من اطلاقه، رداً على سؤال عما اذا كان لقرار الافراج عنه علاقة بالازمة التي تمر بها المفاوضات على المسار الفلسطيني: "لا أستطيع ان أقرر"، مطالباً بتوجيه السؤال "الى اصحاب القرار في هذا الشأن" في اشارة الى السلطة الوطنية. ورداً على سؤال عما اذا سيدعم قرار المجلس المركزي بالاعلان عن الدولة الفلسطينية خلال العام الجاري وصف الرنتيسي "كل التشكيلات الفلسطينية"، ومنها المجلس المركزي بأنها "اشياء صورية لا وزن لها". واعتبر الشيخ ياسين، الذي حضر من منزله الى مقر "حماس" لتهنئة الرنتيسي باطلاقه، في حديث للصحافيين ان سبب الافراج عنه يعود الى "تعنت" الدولة العبرية في المفاوضات مع الفلسطينيين، خصوصاً وانها اسرائيل "تدير ظهرها لكل الاستحقاقات"، بالاضافة الى "الاجواء في الواقع الفلسطيني والعربي"، التي وصفها الشيخ ياسين بأنها "مناسبة"، مطالباً بترتيب البيت الفلسطيني الداخلي. ودعا ياسين السلطة الى الانضمام الى طريق المواجهة مع الدولة العبرية، مؤكداً انه "يجب على العدو التسليم بحقوقنا قبل الجلوس معه على الطاولة"، مشيراً الى عدم امكان "الحصول على الدولة عن طريق المفاوضات".