أكد وزير الخارجية اللبنانية السابق إيلي سالم ان المفاوضات مع اسرائيل ستكون "صعبة". وشدد في لقاء صحافي في أبو ظبي أمس على اهمية تلازم المسارين السوري واللبناني. وقال "ان تجاربنا في المفاوضات مع اسرائيل عام 1983 علّمتنا انها تضع شروطاً صعبة جداً وتطلب غير الممكن من المفاوض العربي الذي عليه أن يبدي في وجهها كل صلابة وعناد". وأضاف "ان المواجهة الفعلية مع اسرائيل هي في المفاوضات"، معتبراً "اننا كنا مخطئين عندما كنا نعتقد ان المواجهة معها محصورة في الخيار العسكري". ولفت الى "ان المطالب والشروط الاسرائيلية في المفاوضات الآن مع العرب هي نفسها عام 1983 وتنحصر في توقيع معاهدة سلام والتطبيع وإقامة محطات إنذار مبكر والمياه ونشر قوى دولية فاصلة على الحدود وعمق المسافات الفاصلة بين الجيوش". وأشار الى "ان المفاوض اللبناني عام 1983 رفض كل هذه الشروط". وقال "ليس لدي الآن نصيحة للمفاوضين السوري واللبناني، لأن الظروف بين العامين 1983 و2000 تغيرت". ورأى "ان المفاوضات مع اسرائيل في هذه المرحلة ضرورية، وأن استئناف السوريين المحادثات مع الاسرائيليين بعد توقفها عام 1996، يؤكد توافر معطيات جيدة لدى المفاوض السوري لدخول هذه المفاوضات، وأن هناك مصلحة عربية للوصول الى سلام دائم وعادل في الشرق الأوسط". وأكد "ان من مصلحة لبنان التنسيق الكامل مع سورية في شأن المفاوضات، وأن انفراده سيكون من موقف ضعف". وسألته "الحياة" عن مشروع اتفاق 17 أيار مايو الذي وقّع أثناء توليه الخارجية اللبنانية عام 1983 والرفض اللبناني والعربي له، قال سالم "لا يوجد شيء اسمه مشروع 17 أيار والصحيح هو مشروع الإنسحاب الإسرائيلي من لبنان". وتحدى "ان يأتي اي اتفاق لبناني مع اسرائيل مخالفاً لما جاء فيه". ورفض التعليق على الرفض اللبناني والعربي لهذا المشروع. كذلك رفض الحديث عن مسألة توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان "التي لم تكن مطروحة في مفاوضات عام 1983، لأن كل ما ركّزت عليه كان الإنسحاب الإسرائيلي من العمق اللبناني". وأشار الى "ظروف أميركية وإسرائيلية جديدة" قد تجعل تحقيق السلام ممكناً هذه السنة، لأن الرئيس الأميركي بيل كلينتون ورئيس وزراء إسرائيل إيهود باراك "مدفوعان بحكم الوقت للتعجيل في الوصول الى سلام، وهذا قد يكون في مصلحة العرب". وأضاف "من خلال معرفتي ببعض القادة العرب أعتقد أن لديهم معطيات جديدة للدخول في المفاوضات الآن". دور في الطائف ولفت الى انه مارس دوراً كبيراً في المفاوضات التي أدّت الى توقيع اتفاق الطائف، وقال "انه وضع مع وزير الخارجية السورية فاروق الشرع الورقة الأساسية التي تمت على اساسها وثيقة الطائف، وسُلمت الى الرئيس السوري حافظ الأسد والرئيس رفيق الحريري وإلى الموفد العربي الأخضر الإبراهيمي". وقال "ان اتفاق الطائف مشابه بنسبة 99 في المئة" لما ورد في الورقة التي وضعها مع الشرع. واعتبر ان اتفاق الطائف "غير موجود" اليوم، "وعلينا ان نعمل جميعاً لإيجاد مجتمع مدني موحد وهذه مسؤولية كبيرة على الجميع ان يتحملها بكل جدية".