} بدأت الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي امس خطوات منفردة لعزل النمسا سياسياً، احتجاجاً على دخول حزب "الحرية" اليميني المتطرف شريكاً في حكومة تضمه مع حزب "الشعب" المحافظ. واعلنت اسرائيل رسمياً سحب سفيرها من فيينا. فيينا، لندن، باريس، بروكسيل - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - أدت الحكومة النمسوية الجديدة برئاسة المستشار وولفغانغ شوسيل اليمين الدستورية، في ظل صدامات بين آلاف المتظاهرين والشرطة امام مقر الرئاسة في فيينا. وطبّقت بعض الدول الاوروبية عقوبات منفردة فأصدر رئيس الوزراء الفنلندي باغو لييونين امس مرسوماً جمّد بموجبه العلاقات السياسية مع النمسا حتى اشعار آخر، ونص المرسوم على تعليق الزيارات الوزارية بين البلدين، واستقبال نمسويين رسميين، ودعم ترشيح نمسويين الى مناصب في المنظمات الدولية. واكدت برلين انها ستتخذ الخطوات نفسها، واعلنت النروج ايضاً، وهي ليست عضواً في الاتحاد الاوروبي، تعليق علاقاتها الديبلوماسية مع فيينا. وبادرت بلجيكا الى تجميد طلبية تتضمن ست سيارات اسعاف بقيمة مليون يورو من شركة "شتير" النمسوية، ويشكل هذا الاجراء اول عقوبة اقتصادية اوروبية. وفي باريس اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا ريفاسو امس ان الاجراءات التي اعتمدها شركاء النمسا الاوروبيون أثّرت في برنامج الحكومة الجديدة في فيينا وفي مواقف الاطراف المشاركة. واوضح ريفاسو ان ابرز الاجراءات التي ستطبّقها دول الاتحاد بحق النمسا تتمثل في وقف الاتصالات الثنائية على مختلف المستويات، وعدم استقبال سفراء فيينا الا على مستوى تقني، وعدم دعم المرشحين النمسويين الى مناصب في مؤسسات دولية. وفي براغ، ابدى رئيس مجلس النواب التشيكي ايفان فاتسلاف كلاوس تحفظه عن قطع العلاقات مع النمسا قائلاً انه "ينبغي احترام رغبة الناخبين" في اختيار من يشاؤون. وفي لندن اعلنت الحكومة البريطانية امس انها بدأت في تطبيق العقوبات الديبلوماسية التي قررتها دول الاتحاد الاوروبي الاربع عشرة ضد الحكومة النمسوية ووعدت بمراقبة سياستها "عن كثب". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية ان لندن طبقت العقوبات الاوروبية فور اداء الحكومة النمسوية الجديدة اليمين الدستورية بعد ضم وزراء من اليمين المتطرف اليها. وسترفض بريطانيا اقامة اي علاقات سياسية ثنائية مع النمسا. وأكد وزير الخارجية روبن كوك في بيان انه "يرحب بتعهدات الحكومة النمسوية" باحترام القيم الاوروبية ومحاربة التمييز والنظر في التاريخ النازي لبلاده. لكنه اضاف: "سنتابع ذلك عن كثب ونحكم". أما في ايطاليا فصوّت المجلس الاقليمي في منطقة فريول - فينيتسيا جوليانا شمال حيث الغالبية من اليمين مساء الخميس على مذكرة لدعم هايدر بعد مناقشات استمرت تسع ساعات. ولهذه المناسبة اعلن رئيس المنطقة روبرتو انطونيوني العضو في حزب "فورتسا ايطاليا" بزعامة سيلفيو بيرلوسكوني ان يورغ هايدر سيزور قريباً معسكر اعتقال ريزييريا دي سان سابا النازي السابق في ترييستي. وقال رئيس الجالية اليهودية في ترييستي الحاخام ناتان ويسنفلد رداً على هذه الزيارة المحتملة "انه هايدر يدين من دون لبس الأعمال الوحشية وجرائم الإبادة التي ارتكبها النازيون وبالتالي يدين بشكل جذري النازية". وصوت انفصاليو رابطة الشمال الذين ينتمون الى الأكثرية الاقليمية على مذكرة دعم هايدر. واعتبر زعيمهم دانيلو ناردودزي ان العقوبات التي يريد شركاء النمسا الاوروبيون ال14 فرضها على فيينا "ظالمة". اسرائيل واعلنت اسرائيل انها استدعت سفيرها من النمسا وستعيد تقويم علاقاتها مع فيينا. وجاء في بيان لوزارة الخارجية ان "اسرائيل لا يمكنها التزام الصمت في مواجهة صعود الاحزاب اليمينية المتطرفة، خصوصاً في الدول التي لعبت دوراً في أحداث أدت الى ابادة ثلث الشعب اليهودي في المحارق". واضاف البيان: "ونتيجة لذلك فإن حكومة اسرائيل اصدرت تعليمات الى سفيرها في فيينا السيد ناثان ميرون بالعودة الى القدس". تظاهرات وفي فيينا وقعت صدامات بين آلاف المتظاهرين ضد وصول اليمين المتطرف بقيادة يورغ هايدر الى السلطة والشرطة امس تحت وابل من القذائف والمفرقعات. واستخدم بعض رجال الشرطة الهراوات لابعاد الاشخاص الاكثر عدائية من بين حوالى اربعة آلاف متظاهر. وتجمع المتظاهرون في "ساحة الابطال" حيث استقبل هتلر منتصراً بعدما ضمت المانياالنمسا في 1938.