شهدت محكمة الجنايات الكويتية أمس مواجهة بين رئيس "حكومة الغزو" علاء حسين الخفاجي وبين "وزير النفط والمال" في تلك الحكومة فؤاد حسن رجب. راجع ص 2 اذ تضمنت شهادته اتهامات للخفاجي بأنه كان "منسجماً مع العراقيين" و "تقمص شخصية رئيس الحكومة المزعومة وبدأ يوجه الأوامر لزملائه الضباط الأسرى". ونفى المتهم بشدة هذه الاتهامات في حين ترافع محاميه خالد عبدالجليل مبيناً ما اعتبره "تناقضات" في رواية فؤاد رجب. وقررت المحكمة عقد جلسة سادسة غداً للاستماع الى شهادة "وزير" آخر في حكومة الغزو. وطلبت وزير الاعلام الدكتور سعد بن طفلة العجمي في جلسة أخرى في السادس من آذار مارس للاستماع الى شهادته حول اجتماعاته مع علاء حسين في النروج صيف عام 1998. وشهدت جلسة أمس حضور ثلاثة من "وزراء" حكومة الغزو. وبالاضافة الى فؤاد رجب، حضر مشعل الهدب ويعقوب السبيعي، وذلك لمواجهة الخفاجي بهم وبأقوالهم ضده، وحتى يتمكن الدفاع من سؤال الشهود في رواياتهم. وأدلى خالد حسين الخفاجي شقيق المتهم بشهادته أمس فقال انه علم من والده صبيحة يوم الغزو العراقي في 2/8/1990 بأسر شقيقه علاء من جانب الجنود العراقيين، وأنه محتجز مع عسكريين كويتيين آخرين في نقطة عند الطريق الدائري الخامس جنوبالمدينة، فذهبا الى هناك محاولين فك أسره لكنهم لم يفلحوا. وأوضح انهم لم يعلموا بتعيينه رئيساً للحكومة التي نصبها العراقيون إلا من خلال التلفزيون، وأشار الى أنه ذهب لزيارة المتهم في مقر اقامته ضمن مجمع القصر الجمهوري في بغداد خمس مرات بين أيلول سبتمبر 1990 وكانون الثاني يناير 1991، وسرد تفصيلات الزيارة التي رتبت أساساً عن طريق صهر علاء حسين وهو عراقي يقيم في البصرة. وقال خالد إن شقيقه المتهم "كان في حال يرثى لها" من الناحية النفسية في مقر اقامته وكان يرتدي بيجامة عندما شاهده أول مرة، وأوضح أنه بادر في زيارة لاحقة بإحضار جواز سفر علاء وأوراقه الثبوتية له في بغداد وأنه نصحه بالهرب متى وافته الفرصة، وقال: "كان شقيقي في العراق انساناً شبه معدوم ولا يسيطر على شيء من أمره". غير أن شهادة فؤاد أحمد رجب وهو ضابط كويتي أسير آخر أشركه العراقيون في "الحكومة الموقتة" جاءت خلافاً لشهادة خالد الخفاجي، إذ اعتبر ان المتهم "أصبح انساناً آخر بمرور الوقت وأصبح منسجماً مع العراقيين وصدّق انه رئيس لحكومة ما".