قال وزير الداخلية الفرنسي دانيال فايان انه لا يعتقد ان أعمال العنف التي تستهدف دور العبادة اليهودية في فرنسا، مردها الى موجة "معادية للسامية" في بلاده. واعتبر في حديث الى احدى الاذاعات الفرنسية ان أعمال العنف التي أعقبت تصاعد المواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مردها الى "ظاهرة أو موضة بائسة، اذ يستغل شبان عاطلون عن العمل أو غير مندمجين جيداً في المجتمع، أو معتادون على ارتكاب جنح، فترات الاضطراب للتحرك". وفيما استقبل رئيس الحكومة ليونيل جوسبان مسؤولي الطوائف في فرنسا، في مسعى لإزالة التوتر بين الجاليتين اليهودية والعربية، جدد الرئيس جاك شيراك دعوته الجميع في فرنسا الى "احترام قيم الاخوة والحرية واحترام الآخر". وكان شيراك استقبل في 8 الشهر الجاري وفداً يضم ممثلي الجالية اليهودية في فرنسا، بطلب منهم، لابلاغه قلقهم مما يعتبرونه انحيازاً لديه لمصلحة الفلسطينيين. وأعلن قصر الاليزيه أن شيراك مستعد لاستقبال ممثلي الجالية المسلمة علماً ان ليس هناك أي موعد محدد. في غضون ذلك، عبر أمس فرع حزب ليكود اليميني الاسرائيلي في فرنسا، عن استيائه من "الخطوات التي اعتمدتها الخارجية الفرنسية والقصر الرئاسي" لالغاء زيارة لباريس كان مقرراً أن يبدأها اليوم زعيم الحزب ارييل شارون. واعتبر بيان للحزب أن هذه "الخطوات غير اللبقة وغير الودية تعبر عن طابع العداء العميق الذي تتسم به السياسة الفرنسية حيال اسرائيل". وكان مفترضاً ان يشارك شارون في مهرجان تأييد للدولة العبرية ينظمه فرع ليكود في فرنسا، لكن السلطات الفرنسية أبلغته ان من الأفضل العدول عن الزيارة في ظل الظروف الحالية في الشرق الأوسط. وأفادت نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد "ايبسوس"، ونشرتها صحيفة "ليبراسيون" ان 31 في المئة من الفرنسيين يحمّلون اسرائيل المسؤولية الأكبر عن اعمال العنف في المنطقة، في مقابل 15 في المئة يحملونها للفلسطينيين. وفضل ثلث الذين شملهم الاستطلاع 959 شخصاً عدم الاجابة عن السؤال، فيما اعتبر 21 في المئة ان المسؤولية مشتركة بين الطرفين. وأبدى 76 في المئة تشاؤماً بمستقبل العلاقة بين الجاليتين اليهودية والمسلمة في فرنسا، واعتبر 81 في المئة ان النزاع قد لا يبقى محصوراً بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وربما يمتد الى الدول المجاورة.