يصل البابا يوحنا بولس الثاني الى مصر اليوم في زيارة تاريخية. ويستقبله فور وصوله الى مطار القاهرة الرئيس حسني مبارك ووفود دينية إسلامية ومسيحية، حيث تجري مراسم الاستقبال الرسمية ويتم تبادل كلمات الترحيب. ويبدأ البابا نشاطه في مصر بزيارة مجاملة للبابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية في مقره البابوي ثم زيارة مماثلة لشيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي. ويرأس البابا قداساً صباح غد الجمعة في الصالة المغطاة في ملعب القاهرة ثم يتناول الغداء مع بطاركة ومطارنة المجلس البابوي في سفارة الفاتيكان، ثم يرأس اجتماعاً في كاتدرائية "سيدة مصر" للاقباط الكاثوليك في مدينة نصر. ويزور البابا السبت دير سانت كاترين في سيناء ويقيم صلاة في بستان الزيتون خارج اسوار الدير، ثم يعود الى القاهرة التي يغادرها في اليوم ذاته الى روما. وقالت مصادر في بطريركية الكنيسة الكاثوليكية المصرية ان البابا يصطحب معه وفداً كبيراً من رجال الدين و50 صحافياً. وان رجال دين من المنطقة من بينهم البطريرك اللبناني نصرالله بطرس صفير سيشاركون في استقباله في القاهرة. واعربت مصادر الكنيسة عن فرحتها الغامرة لهذه الزيارة، ونظمت استقبالاً على طول طريق المطار يتألف من اطفال مدارس، كما رتبت للصلاة في صالة ملعب القاهرة التي ينتظر ان يحضرها 23 ألفاً. ورحبت القاهرة رسمياً بالزيارة، وأكد وزير الإعلام صفوت الشريف ان زيارة البابا لمصر تأتي في اطار "تأكيد أن مصر هي ارض الحضارات والرسالات وارض السلام والتسامح لكل الاديان، وشهادة جديدة على مناخ السلام والتسامح الديني الذي تعيشه على مدى قرون طويلة". وقال وزير الإعلام إن الزيارة تمثل رسالة محبة وسلام الى العالم أجمع "ودعوة الى كل شعوب العالم للعيش في تسامح ووفاق وقيم وإخاء". العراق الى ذلك أ ف ب توجه البابا "روحياً" امس الاربعاء الى مدينة اور التي يُعتقد انها مسقط رأس النبي ابراهيم جنوبالعراق اثناء قداس احتفالي في الفاتيكان. وكان البابا اعلن قبل اسبوع عزمه على القيام بهذا "الحج الروحي". وقال الاربعاء الماضي في كلمة وجهها الى 16 الف شخص حضروا اللقاء العام الاسبوعي: "كنت أحب كثيراً زيارة اور الكلدانية مسقط رأس النبي ابراهيم جنوبالعراق للصلاة والتأمل وبما ان هذا المشروع ليس ممكناً اود القيام بهذا الحج ولو روحياً". وجرى خلال الاحتفال عرض صور على شاشة عملاقة لمدينة اور والمواقع التي عاش فيها النبي ابراهيم اضافة الى روائع فنية تتحدث عن حياته منها لوحات لمارك شاغال. وكان وكيل وزارة الخارجية العراقية نزار حمدون قال: "درسنا الموضوع بجدية والعراق يرحب بزيارة البابا، غير انه بسبب الظروف الراهنة واستمرار الحظر الاقتصادي ومناطق الحظر الجوي واستمرار العدوان نجد من الصعب ضمان سلامته"