نيروبي، كيسوزي اوغندا - رويترز، أ ف ب - استؤنفت في نيروبي أمس محادثات السلام السودانية بين الحكومة و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" وسط اتهامات المتمردين الجنوبيين الحكومة بشن هجمات على المدنيين من دون تمييز. في غضون ذلك حمل الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني بعنف على حكومة الرئيس عمر البشير ووصفها بأنها "نظام طائفي". وأوضح بيان أصدره "الجيش الشعبي" بقيادة جون قرنق في العاصمة الكينية أمس أن "القصف اليومي لمناطق كثيرة خاضعة لسيطرته في الجنوب لا يوفر مناخاً مواتياً للمحادثات". ولم يتحقق سوى تقدم محدود باتجاه إنهاء الصراع خلال أكثر من ثماني جولات من المفاوضات بين الحكومة والمتمردين. وقال مسؤولون ان الوفدين وفريق وساطة كيني انتقلوا أمس الى منتجع قرب جبل كينيا لمواصلة المحادثات. ووصف مفاوضون الجولة الاخيرة من المحادثات التي جرت في كانون الثاني يناير الماضي بأنها "إيجابية" وتوقعوا التوصل الى أرضية مشتركة هذا الاسبوع، إلا أن المراقبين لا يعولون كثيراً على هذه التصريحات الرسمية ويستبعدون حدوث تقدم كبير في هذه الجولة. وقال الناطق باسم "الجيش الشعبي" سامسون كواجي ان المحادثات ستركز على قضيتين هما الفصل بين الدين والدولة، وحق تقرير المصير للجنوب. وترفض الحكومة حتى الآن مطالب المتمردين تعليق العمل باحكام الشريعة الاسلامية. ووافق الجانبان على اجراء استفتاء على تقرير المصير في الجنوب لكنهما لم يتفقا على الحدود بين الشمال والجنوب التي سيشملها الاستفتاء. وتجري محادثات السلام بوساطة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا إيغاد، ويرأس الوفد الحكومي مستشار الرئيس لشؤون السلام نافع علي نافع ويرأس وفد "الجيش الشعبي" لتحرير السودان مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة نيال دينغ نيال. ويرأس دانيال مبويا مندوب كينيا لدى إيغاد فريق الوساطة في المحادثات التي ينتظر أن تستمر حتى السبت المقبل. من جهة أخرى، وصف الرئيس الاوغندي الحكم السوداني بأنه "نظام طائفي"، مثيراً بذلك شكوكاً في شأن مستقبل اتفاق السلام الذي وقعه في الثامن من كانون الاول ديسمبر الماضي مع الرئيس عمر البشير. وقال موسيفيني في حديث الى وكالة "فرانس برس" بثته مساء أول من أمس "لم تكن لدينا ابداً أوهام حيال النظام السوداني لكن كنا نفعل ما يطلب منا أملاً في التوصل الى نتيجة. السودان نظام طائفي ونحن نسعى بكل السبل" لتحقيق السلام. وكان الاتفاق بين موسيفيني والبشير ثمرة جهود بذلها "مركز كارتر" الذي أسسه الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر من اجل دعم السلام في العالم. وينص الاتفاق على اعادة العلاقات الديبلوماسية المقطوعة منذ 1995 على خلفية تبادل الاتهام بايواء المعارضة المسلحة. وتعهد البلدان بموجب الاتفاق عدم دعم الحركات المتمردة في كل منهما وتبادل أسرى الحرب. ووعدت الخرطوم من جهتها بالمساعدة في الافراج عن اوغنديين أسرهم متمردو "جيش الرب للمقاومة" الاوغندي المعارض واعادتهم الى بلادهم. وأعادت الحكومة السودانية في 28 كانون الثاني يناير الماضي 20 من هؤلاء الأسرى ولا يزال منتظرا عودة 55 آخرين. وقال موسيفيني "ننتظر ان يقوم الوسطاء، خصوصاً الرئيس كارتر بالعمل على وفاء البشير بالتزاماته وإعادة المخطوفين".