تدخل الرئيس السوداني عمر البشير في الجدل الدائر في الخرطوم حول استعداد حكومته لقبول مناقشة فصل الدين عن الدولة في المفاوضات مع المتمردين الجنوبيين الذين يطالبون بدولة علمانية، مؤكداً أن "الشريعة الإسلامية هي الأساس والمنطلق"، وأن "ما يردده البعض عن أن الحكومة تريد فصل الدين عن الدولة أمر غير صحيح". ووصف البشير زيارته للسعودية ولقاءه مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بأنها إيجابية، وأوضح أنه اطلع الملك فهد على الأوضاع في السودان بكل تفاصيلها. وأشار الى أن "السعودية كان لها دور رائد في إعادة علاقات السودان مع مؤسسات التمويل والمال الدولية والاقليمية". وأضاف البشير خلال لقاء مع الجالية السودانية في جدة مساء أول من أمس قبل اختتام زيارته للسعودية أن الحكومة السودانية "تريد سلام العزة والكرامة وعدم التنازل عن مبادىء الانقاذ" التي وصلت الى الحكم في العام 1989. وجاء كلام البشير في وقت أثارت تصريحات نائبه الأول علي عثمان محمد طه عن قبول الخرطوم مناقشة علاقة الدين والدولة جدلاً واسعاً. وتعرض طه لانتقادات حادة من قياديين إسلاميين كان آخرهم الأمين العام لحزب "المؤتمر الوطني" الذي اعتبر "الحديث عن فصل الدين عن الدولة حديثاً ليس فيه عقل أصلاً، وهو إيمان ببعض الكتاب وكفر ببعضه". وأكد البشير أن "تطبيق الشريعة الاسلامية كان ولا يزال النهج الذي نسير عليه من أجل تحقيق الوفاق وتوحيد السودان أرضاً وشعباً". وأضاف أن "الشريعة الإسلامية هي الأساس والمنطلق، وما يردده البعض عن أن الحكومة تريد فصل الدين عن الدولة أمر غير صحيح". وأشار إلى أنه "لا يوجد في السودان معتقل أو متهم أو محاكم عسكرية"، مشدداً على أن الحكومة السودانية "تريد ممارسة سياسية جديدة تخدم الوطن والمواطن لا ممارسة حكومة تفني ومعارضة تهذي". وزاد :"نريد ممارسة سياسية تتفوق فيها مصالح الوطن العليا سواء كانت هذه السياسة من الحكومة أو المعارضة". وتابع :"جئت إلى الحكم لوقف الفوضى السياسية التي كانت موجودة قبل الانقاذ". وشدد على أن "الأوضاع لن تعود بأي شكل من الأشكال إلى ما كانت عليه قبل الإنقاذ لأننا نريد للسودان أن يكون بلد خير وسلام واستقرار". وتناول الرئيس السوداني أزمة الحكم الأخيرة في السودان موضحاً أن الإجراءات التي اتخذها "سببها أن الأوضاع التي كانت سائدة قبل الانقاذ بدأت تعود إذ ظهرت المزايدات الحزبية وعدم الاهتمام بالشأن العام والقضايا، إلى جانب الازدواجية وأصبحنا لا نعرف أين مركز الرئاسة وأين مركز القيادة ومن الذي يقود البلاد ومن يحكمها" وهي إشارة الى نزاعه مع الترابي. وأكد أن "جهود السلام في السودان مستمرة مهما تعثرت ومهما طالت لأننا لا نريد إلا السلام وسنواصل جهودنا في موازنة مبادرة إيغاد والمبادرة المصرية - الليبية".