وصفت مصادر مغربية دعوة الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان الوسيط الدولي في الصحراء الغربية جيمس بيكر الى معاودة اتصالاته مع الاطراف المعنية بالنزاع بأنها "تكشف مدى المأزق الذي يواجه تنفيذ اتفاقات هيوستن واجراء الاستفتاء". وشكك أنان الجمعة في تقرير رفعه الى مجلس الأمن في امكان تنفيذ الاستفتاء، علماً انه رأى، في كانون الاول ديسمبر الماضي، ان هناك "احتمالاً ضئيلاً لاجراء الاستفتاء قبل سنة 2002 او حتى بعد ذلك". وهو قال في تقريره أول من أمس ان "الجدول الزمني المقترح لم يعد صالحاً، مثلما اشرت في تقريري السابق، ولا يمكن حتى الآن تحديد موعد الاستفتاء الذي أُجل مراراً منذ عام 1991 في شكل مؤكد في هذه المرحلة". وقالت مصادر مغربية ل"الحياة" أمس ان كوفي أنان يملك صلاحية البحث في أي تصور جديد لتحريك ملف الصحراء و"هو ربما فضّل اللجوء الى مساعي الوسيط جيمس بيكر بعد المشاورات التي اجراها مع المسؤولين في المغرب وجبهة بوليساريو الاسبوع الماضي". وكان الأمين العام تسلّم في الأيام الماضية مذكرة من وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى وصفت الوضع بأنه "حاسم" وأشارت الى عراقيل تعترض تنفيذ خطة التسوية. و اجتمع أنان قبل ذلك في نيويورك مع زعيم "بوليساريو" محمد عبدالعزيز الذي نُقل عنه انه طلب من الاممالمتحدة الإسراع في اجراء الاستفتاء في تموز يوليو المقبل وإلا فانه سيدعو الى انسحاب البعثة الدولية من المنطقة. وفي حين يرى مسؤولون في البعثة الدولية إستحالة تنظيم الاستفتاء قبل تموز 2002، في اقل تقدير، نظراً الى العدد الكبير لملفات الطعون، فإن ثمة اعتقاداً في الرباط بأن هناك اتجاهاً الى البحث في صيغة جديدة لحل النزاع، على رغم ان المغاربة اكدوا لأنان انهم لا يريدون بديلاً من الاستفتاء. وقالت اوساط ديبلوماسية في الرباط ان إعتراف انان بصعوبة تحديد موعد الاستفتاء في صورة نهائية يرمي الى التوفيق بين ردود فعل الاطراف المعنية. فهو يرضي المغرب من حيث الاعتراف بوجود صعوبات وعراقيل أمام الإستفتاء. وهو يرضي "بوليساريو" كذلك بعدم تحديده موعداً نهائياً في الفترة الراهنة. وفي نيويورك رويترز، قال أنان في تقريره الخطي ان التطورات التي حدثت في الصحراء خلال السنوات التسع الماضية ولا سيما في الاشهر الاخيرة "تشكل مصدر قلق حقيقي وتثير شكوكاً في شأن امكان تحقيق تنفيذ سلس ومتفق عليه لخطة التسوية والاتفاقات التي اقرتها الاطراف". وقال انه حتى مع افتراض اجراء استفتاء "فاذا لم يعترف طرف بالنتائج ويقبلها فان الأمر لا يساوي شيئاً اذا لم تقترح خطة التسوية آلية لفرض التطبيق تدعو الى ستخدام الوسائل العسكرية لفرض تطبيق النتائج". وقال انه بسبب ذلك المأزق فانه يعتزم ان يطلب من مبعوثه للصحراء الغربية وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر التشاور مع الاطراف "لاستكشاف سبل تحقيق حل مبكر ويمكن تطبيقه ومتفق عليه لخلافهم، يُحدد حقوقهم والتزاماتهم في الصحراء الغربية". وفي لندن "الحياة"، انتقدت جماعة اسلامية مغربية ما سمته جهود حكومة السيد عبدالرحمن اليوسفي ل"ايهام الرأي العام العالمي بأن ملف حقوق الانسان المغربي سُوِّي". وقالت جماعة "الشبيبة الاسلامية" المحظورة، في بيان أُرسل الى "الحياة" من اوسلو، ان القول بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وعودة المنفيين "هو منتهى الكذب". وأضافت ان "المعتقلين الاسلاميين" الذين لا علاقة لهم بعمليات قتل "ما زالوا كلهم في السجن"، وان المنفيين منهم "تجاهلتهم حكومة اليوسفي ... ولم تركز اهتمامها إلاّ على عودة اليهودي الماركسي ابراهام السرفاتي".