تركزت المحادثات السعودية - السودانية التي بدأت أمس في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس السوداني عمر حسن البشير بحضور مسؤولين من البلدين، على القضايا الثنائية وسبل تفعيلها سياسياً واقتصادياً، إضافة إلى قضايا عربية ودولية. واطلع البشير الجانب السعودي على تطورات الأوضاع في الخرطوم. ونوه وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل الذي يرافق البشير في زيارته السعودية، بالدور الذي يبذله الملك فهد في خدمة قضايا الأمة الإسلامية وبخاصة السودان. وقال في تصريح بمناسبة الزيارة: "نشكر للمملكة وقوفها ودعمها السودان" و"لا ننسى وقوف الرياض الدائم من أجل المحافظة على أمن السودان واستقراره"، لافتاً إلى أنها من أوائل العواصم العربية التي أيدت المبادرة المصرية - الليبية ودعمتها. وزاد ان "الرئيس البشير يأتي إلى الرياض بعقل وقلب مفتوح للقاء أخيه الملك فهد" واطلاعه على التطورات الجارية في السودان. وقال الوزير في تصريح بثته وكالة الأنباء السعودية إن المحادثات ستشمل قضايا القرن الافريقي والوضع في الصومال، مشدداً على أن "المظلة التي يتحرك فيها ملف الوفاق السوداني" تتركز حول المبادرة المصرية - الليبية. ورحب بأي مسعى سعودي في هذا الإطار. وتأتي زيارة الرئيس السوداني للمملكة، وهي الأولى منذ عام 1991، في وقت تكثف فيه الحكومة السودانية نشاطها لعقد "المؤتمر القومي الجامع"، وهو المؤتمر الذي ترى فيه الحكومة السودانية جسراً إلى السلام والاستقرار بين السودانيين. وأعلن البشير عشية زيارته للسعودية أن حكومته ملتزمة بالمبادرة المصرية - الليبية وكذلك مبادرة "ايغاد". وقال "إننا أبدينا المرونة والجدية" في كافة المفاوضات. وزاد ان حكومته "اتخذت اجراءات رأت أنها ستهييء المناخ الملائم" لإنجاح المفاوضات. وسألت "الحياة" السفير السعودي لدى السودان عبدالله الحارثي عن إمكان أن تشمل المحادثات مؤتمراً سودانياً للمصالحة برعاية السعودية، فأجاب "ليس في الوقت الراهن". وزاد ان "السعودية وافقت على استضافة المؤتمر عندما طلب منها ذلك" وأبدت استعدادها لتأمين "المكان والحماية"، مشدداً على أن السعودية وافقت على ذلك من منطلق "حرصها على وحدة السودان" وبما لا يتقاطع مع المبادرة "المصرية - الليبية. وأضاف الحارثي "ان التطورات الأخيرة في السودان وعدم اكتمال الحوار الوطني" ربما تؤجل ذلك قليلاً. ويتضح من تركيبة الوفد المرافق للرئيس البشير أن المحادثات السعودية - السودانية ستشمل قضايا اقتصادية إلى جانب السياسية. وكانت مصادر سودانية مطلعة أكدت ل"الحياة" أن البشير سيناقش مع المسؤولين السعوديين سبل تفعيل التعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيرة إلى "المناخ الاستثماري الجديد" في الخرطوم. ولفتت إلى أن رجال الأعمال الذين وصلوا برفقة الرئيس السوداني "سيناقشون مع نظرائهم السعوديين" الفرص الاستثمارية المتاحة. وكان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز التقى البشير خلال انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي في طهران 1997، كما التقى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في جدة وزير الدفاع السوداني الفريق الركن ابراهيم سليمان الذي زار السعودية عام 1998. وكان البشير بدأ أمس زيارة رسمية للسعودية تستمر ثلاثة أيام واستقبله في مطار الملك خالد الدولي في الرياض الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين في الحكومة السعودية. وأجريت للرئيس البشير مراسم استقبال رسمي، وأقام الملك فهد أمس مأدبة عشاء تكريماً للرئيس السوداني حضرها مسؤولون في البلدين.