كشف تقرير رسمي مصري أن العوامل البيئية تلعب دوراً كبيراً في الإصابة بالإعاقة بكل أنواعها وأشكالها، ويزيد أثرها بزيادة عدد المصانع ووسائل النقل وينتج عن ذلك تلوث الهواء والماء، كذلك تلوث الأغذية نتيجة استعمال مبيدات حشرية والضوضاء التي تؤثر على السمع وتزيد خطورتها في المناطق المزدحمة. وأشارت الدراسة التي أجراها خبراء المجالس القومية المتخصصة في مصر أن العدد التقريبي للمعاقين في مصر يناهز ستة ملايين شخص، 68 في المئة منهم ذكور و32 في المئة إناث. كما اتضح أن انتشار الإعاقة في الريف يرتفع عنه في المدن، كما لوحظ ارتفاع معدل الإعاقة في الأسر الفقيرة والأسر ذات القرابة بين الوالدين. وأرجعت الدراسة أغلب أسباب حدوث الإعاقة الى فترة ما قبل الولادة، والعوامل الوراثية، لا سيما الصمم والتخلف العقلي، وعيوب القلب، وتشوهات الوجه والجسم، وأسباب أخرى اثناء الولادة عائدة الى تعسر عملية الولادة، التي تحدث أحياناً نتيجة الأخطاء الطبية أثناء الولادة، بالإضافة الى أسباب أخرى تظهر بعد الولادة، وأهمها أمراض الطفولة، لا سيما شلل الأطفال، والحمى الروماتيزمية، والحوادث البيئية وحوادث الطرق. وكشفت الدراسة أن معدل انتشار العجز أكثر ارتفاعاً في الفترة العمرية بين 6 و12 في عدد من المحافظات، ومن 2 إلى 5 سنوات في محافظات أخرى، وفي جميع المحافظات التي خضعت للدراسة، كان الطفل يصاب بالعجز أو الإعاقة بشكل كثيف عند بلوغه العامين. وتشير الدراسة الى أن واحد في المئة فقط من إجمالي المعاقين هم الذين يتصدى الجهاز الحكومي والأهلي لهم في مجال الوقاية والعلاج، فيما نجد أن 99 في المئة من المعاقين لا يجدون الرعاية المطلوبة. وتمثل الإعاقة الفكرية 73 في المئة من إجمالي المعاقين، وتشمل التخلف العقلي الشديد، والتخلف العقلي البسيط، والاضطرابات الإنفعالية والوجدانية وصعوبة التعليم. وطالبت الدراسة بضرورة الاهتمام بالمعاقين لارتفاع نسبتهم، إذ يمثلون 5،2 في المئة من إجمالي عدد سكان مصر في الفترة العمرية من 6 إلى 16 عاماً، وتصل الى نسبة 4 في المئة من إجمالي عدد الأطفال في مصر طبقاً لدراسة صادرة عن اليونيسيف. كما أوصت الدراسة بضرورة دمج المعاقين مع الأسوياء، والتنويع في وضع برامج خاصة لرعاية المعاقين في منازلهم، وتبصير الأسر بمشاكل الأبناء المعاقين مهما كان سبب أو طبيعة الإعاقة.