نجم هذه الأيام هو جوني ديب والمناسبة مزدوجة. فمن ناحية هناك الفيلم الذي حققه تيم بورتون من بطولته بعنوان "سليبي هولو" عن رواية واشنطن ايرفنغ وهو ثالث لقاء بين بورتون وديب، ومن ناحية ثانية هناك ذكرى مرور عشر سنوات على بدء ديب عمله السينمائي حيث كان فيلم "اصرخي يا حبيبتي" في العام 1990 أول فيلم سينمائي يقوم ببطولته بعد عمل تلفزيوني طويل وناجح. مجلة "ستوديو" السينمائية الفرنسية انتهزت المناسبتين ودعت النجم الاميركي الشاب ليكون ضيفها الاستثنائي وكرست له أربعين صفحة لم يكرس مثلها، سابقاً، لأي فنان من جيله. والحقيقة ان هذه الصفحات كشفت عن شخصية ديب الفذة، وعن ثقافته وعن استثنائية تطلعاته الفنية والأدبية. كما كشفت عن كونه موسيقياً ورساماً ومصوراً فوتوغرافياً وهاوياً للشعر والأدب والتاريخ، اضافة الى تعمقه في شؤون السياسة والفكر. باختصار جوني ديب، أو كما تقدمه الصفحات الفرنسية المذكورة، موسوعة متنقلة وانسان ينتمي الى أزمان اخرى. خلال سنواته السينمائية العشر، مثل جوني ديب الأدوار الرئيسية في 13 فيلماً من ابرزها "إدوارد ذو اليدين الفضيتين" 1990 من اخراج تيم بورتون، و"اريزونا دريم" من اخراج اميركو ستوريتزا، و"اد وود" لتيم بورتون ايضاً و"الرجل الميت" لجيم جارموش و"دوني براسكو" 1996 لمايك نيوول، و"لاس فيغاس بارانو" 1998 لتيري غيليام، و"الباب التاسع" لرومان بولانسكي، وأخيراً "سليبي هولو". عن وستوريتزا قال ديب انه خلال العمل معه تعلم المعنى الحقيقي لكلمة حرية. وعن هوليوود قال ان ما يجذبه اليها انما هم الرواد القدامى. وعن النجاح قال انه يعتبر نفسه ناجحاً، لكن ما يهمه قبل ذلك هو ان يكون صادقاً مع نفسه. وعن فرنسا قال انها تمثل بالنسبة اليه مصدر إلهام لا ينضب و"الدورادو" حقيقية. هدية للصفحات المكرسة له كتب جوني ديب قصيدة عنوانها "الإلهام" وأعلن للمناسبة ان أهم ما في أوراقه قصة قصيرة للكاتب الراحل ويليام سارويان. بعد ذلك استعرض جوني ديب ألبومه الخاص، فإذا فيه صورة له مع المغني الفرنسي جاك دوترون، ولوحة للكاتب انطونان آرتو، وصورة لمارلون براندو شاباً متمرداً يصفه بأنه "رجل كبير". ثم هناك صورة لباستر كيتون واخرى للون شاني، وتمثال برونزي اشتراه في نيويورك اسمه "السر". في ثنايا الألبوم ايضاً نص اغنية "البحر" للفرنسي شارل ترينيه وصورة مثيرة للمغنية الشابة فانيسا بارادي وكتاب "اغواء الوجود" للفيلسوف المتشائم الراحل سيوران. ونص عن الشاعر آلان غينسبرغ كتبه جوني بنفسه، وصورة لجان كوكتو، واخرى لجان ميشال باسكيا، الفرنسي الذي علم الاميركيين فن الرسم والكتابة على جدران المدن. الى ذلك هناك نص عن بوب ديلون وصورة غامضة لوشم هندي واخرى لمدينة باريس، وصورة حذاء عسكري... الخ.