اعلنت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ان الادارة الاميركية مستمرة في العمل "على مستوى منخفض عما كان عليه لتحقيق تقدم" على المسارين السوري والفلسطيني مع اسرائيل. وقالت في شهادة امس امام لجنة العلاقات الدولية في لمجلس النواب ان الادارة اصيبت بخيبة امل كبيرة لأن المفاوضات بين سورية واسرائيل "لم تؤد الى نتائج فورية". واعربت عن قلقها من ازدياد نشاطات "حزب الله"، مشيرة الى انها اتصلت بوزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع مرات عدة لحض دمشق على استخدام نفوذها للسيطرة على "حزب الله". وبعدما تحدثت عن فشل اجتماع لجنة المراقبة المنبثقة من "تفاهم نيسان" 1996 "بسبب هجوم آخر لحزب الله"، قالت اولبرايت "من المستحيل التفاوض او عقد اجتماعات تحت هذه الظروف…". في غضون ذلك هاجم الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله السفير الأميركي في بيروت ديفيد ساترفيلد قائلاً أنه "غير مرغوب فيه"، فيما تظاهر عدد من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت في حرم الجامعة أول من امس وأمس في شوارع العاصمة ونددوا بالسياسة الأميركية الداعمة للعدوان الاسرائيلي على لبنان راجع ص4. واستبعد مصدر فرنسي واسع الإطّلاع على الملّف الاسرائيلي - السوري - اللبناني أن تنسحب اسرائيل من جنوبلبنان من جانب واحد "لأن ذلك ليس في مصلحتها كما أنه ليس في مصلحة لبنان ولا سورية". وتوقّع المصدر أن تستأنف المفاوضات السورية - الاسرائيلية في الأسابيع المقبلة "بناء على "الرسائل" التي تبادلتها كل من اسرائيل وسورية عبر التصعيد في جنوبلبنان، ومفادها ان اسرائيل تلّح على طرح موضوع حزب الله ونشاطه في جنوبلبنان في المفاوضات مع سورية في الجولة المقبلة في حين ان رسالة سورية عبر التصعيد قضت بأن تظهر للطرف الاسرائيلي أنها وحدها قادرة على ضبط الأوضاع في جنوبلبنان وبشروطها وأن الإتفاق معها هوالضمان الوحيد لإسرائيل ولحدودها مع جنوبلبنان". قوات دولية في كل الاحوال الى ذلك، علمت "الحياة" من مصادر دولية مطّلعة أن سيناريوات عدة للانسحاب تدرس في الأوساط الدولية على اساس إحتمالين: أساسيين انسحاب اسرائيلي من جانب واحد والثاني انسحاب بعد اتفاق سلام مع سورية ولبنان "وفي كلا الحالين يمكن التمسّك بالقوات الدولية لحفظ السلام على الحدود الاسرائيلية - اللبنانية مع تعزيزها، كما يمكن إجلاء قوات حفظ السلام الدولية على أن تحل محلها قوات متعددة الجنسية تتشكّل في إطار مجلس الأمن أو من خارجه". وقال نصرالله في خطاب ألقاه بعد ظهر أمس في البقاع في ذكرى اغتيال مروحيات إسرائىلية سلفه السيد عباس الموسوي "ان ساترفيلد ليس سفير أميركا الأميركية إنما سفير أميركا الإسرائيلية". وقال "يجب أن يطرد من القرى التي يزورها". ونفى اتهام اسرائيل والتصريحات الاميركية للمقاومة "بأنها تطلق النار على الجنود الاسرائيليين من داخل القرى، لأن أهلها أهلنا". وجدد التأكيد على "استمرار عمليات المقاومة"، قائلاً "سنقتل المزيد من الجنود الاسرائيليين وعملائهم الخونة". وكان طلاب الجامعة الاميركية هتفوا ضد السفير ساترفيلد اول من امس حين كان يتقدم جمهوراً حضر حفلة موسيقية أحيتها فرقة كلاسيكية أميركية، وتظاهروا عند مدخل القاعة التي استضافت الحفلة.