أكدت الحكومة اللبنانية أن لا معلومات رسمية لديها عن انسحاب إسرائيلي محتمل من الجنوب والبقاع الغربي، في حين اعتبر السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد أن "السلام الشامل هو الطريق لحل قضية الجنوب"، نافياً "أي علاقة بين احتمالات الإنسحاب وزيارته للجنوب التي استمرت يومين". أعلن رئيس الحكومة سليم الحص "اننا في انتظار وزير خارجية فرنسا السيد هوبير فيدرين لنرى ما يحمل في جعبته من جديد بالنسبة الى مسيرة التسوية". وقال رداً على سؤال لدى مغادرته السرايا أمس "من الطبيعي أن نكون حذرين بالنسبة الى ما يحكى عن انسحابات إسرائيلية محتملة، ولكن ليس لدينا حتى الآن أي معلومات رسمية في هذا الشأن". وبالنسبة الى وضع المخيمات الفلسطينية، في ضوء الخطة التي يضعها مجلس الأمن المركزي تحسباً للإنسحاب، وكلام وزير الداخلية ميشال المر على احتمال افتعال الموالين للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مشكلات، قال الحص "عندما تتخذ تدابير معينة، يتم إعلانها". أما السفير الأميركي ساترفيلد فقال، بعد لقائه النائب فارس بويز أمس، أن هدف زيارته للجنوب، في اليومين الماضيين، "إجراء اول اتصال بقيادة قوات الطوارئ الدولية وعناصرها الذين يقومون بعمل استثنائي، ولا علاقة لها بموضوع الإنسحاب الإسرائيلي المحتمل". ورفض التعليق على تفسيرات الصحافة اللبنانية لتحركاته ولما يقوم به، أو الرد على سؤال عن مقدرة قوات الطوارئ على الإنتشار في الجزء الذي سيجلو عنه الجيش الإسرائيلي. وأمل "بأن تهدأ الحال في الجنوب قدر المستطاع، ونريد أن نرى سلاماً شاملاً بين جميع الأطراف في المنطقة في اسرع وقت، لأنه الطريق الأفضل لحل قضية الجنوب. وإذ نحن نعمل من اجل السلام، من المهم جداً ان يبذل جميع الأطراف قصارى جهدهم لمنع التصعيد وتفادي العنف، ونأمل بأن تؤدي جهود الأطراف المعنيين بالمفاوضات الى النجاح". ولفت النائب بويز الى ان زيارة ساترفيلد للجنوب "كانت ذات بعد اجتماعي، لأنه أراد التعرف الى وضع المواطنين الإجتماعي في ظل الاحتلال الإسرائيلي ومهمة قوات الطوارئ". وأضاف "لم أسمع من السفير تكهنات عن الإنسحاب الإسرائيلي أو أي تغيير أمني أو سياسي". ولم يرَ إشارات جدية من جانب رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود باراك بل "إشارات إعلامية لا تصرف على طاولة البحث السياسي الجدي". ودعا إلى الإنسحاب الكامل من الجولان حتى حدود 4 حزيران يونيو 1967، وتطبيق القرار الدولي الرقم 425 من دون شروط. ورأى السيد محمد حسين فضل الله "ان الانسحاب الصهيوني من دون قيد او شرط لن يؤدي الى فصل المسارين السوري واللبناني كما تسعى إسرائيل التي لن تكون مطمئنة الى أمن كيانها حتى بعد الإنسحاب". ودعا اللبنانيين الى "ان يرتبوا امورهم وأوضاعهم ووحدتهم الوطنية ويدرسوا اللعبة الإسرائيلية - الأميركية حتى لا يكون هذا الإنسحاب قنبلة موقوتة". وأوضح "الحزب التقدمي الإشتراكي" أن مداخلته في مؤتمر الإشتراكية الدولية في باريس أدت الى تعديل فقرات البيان المتعلق بالشرق الأوسط ليتضمن "تأكيد مضمون القرارات الدولية 425 و338 و242 إنطلاقاً من شرعيتها الدولية وبالتالي مطالبة إسرائيل بتطبيق مضمونها، وحذف العبارة التي كانت تدعو الى مسارين منفصلين مع سورية ولبنان، وتأكيد موضوع السلام العادل، وإيفاد بعثة من الإشتراكية الدولية الى سورية ولبنان للبحث في الإقتراحات بعد مراجعة الحزب التقدمي في هذا الشأن". ووجّهت لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين رسالة مفتوحة الى الرئيس الاميركي بيل كلينتون استغربت فيها القرار الذي وقّعه للتحقيق في اختفاء جنود اسرائيليين في لبنان واعتبار هذه القضية من اولويات الإدارة الأميركية، متناسياً عشرات المفقودين اللبنانيين ومئتي رهينة لبنانية في معتقل الخيام وسجون الإحتلال الإسرائيلي محتجزين بما يخالف كل القوانين الدولية. وأملت "بأن يصغي الرئيس الأميركي الى الأصوات التي ارتفعت في كل عواصم العالم مطالبة الإدارة الأميركية بالضغط على إسرائيل للإفراج عن الرهائن اللبنانيين في سجون الإحتلال".