دخلت الحملة الانتخابية في ايران، أمس، مرحلة هدوء ما قبل العاصفة في السباق الى المقاعد الحمراء في البرلمان الايراني السادس غداً الجمعة. وتميز الهدوء بدخول الرئيس محمد خاتمي ورئيس البرلمان ناطق نوري على الخط الانتخابي ليوجها الدعوة الى مشاركة كثيفة في عمليات الاقتراع، وجاء خطاباهما بليغين في معطياتهما خصوصاً ان الرجلين خاضا في العام 1997 انتخابات رئاسية كانت نتائجها بداية لتحولات مهمة في ايران وعلاقاتها الخارجية، ولظهور اسلوب جديد من التعاطي مع الملفات الداخلية من جانب التيارين الرئيسيين اليمين المحافظ واليسار الاصلاحي. إذ وجدا الساحة وقد جمعتهما معاً في دائرة القرار بعدما كان يستأثر احدهما بالقرار، فيما يعتكف الآخر في انتظار الانتخابات. لذا تكتسب انتخابات غد طابعاً مصيرياً. ويزيد من اهميتها ان العالم يراقبها، ويغطي فعالياتها أكثر من 320 اعلامياً جاؤوا من الخارج ويشكلون ثلاثة اضعاف الذين جاؤوا لتغطية الانتخابات الرئاسية عام 1997. ودعا الرئيس خاتمي في رسالته المتلفزة الناخبين الى تجديد خيارهم في الحرية والاستقلال ودعم نظام الجمهورية الاسلامية عبر المشاركة الواسعة في عمليات الاقتراع، مضيفاً ان هذا "مطلب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والحكومة والخيرين كافة". وأكد ان "هذا الحضور سيكون أفضل مساعد لرئيس الجمهورية وللحكومة للوصول الى الأهداف التي يتطلع اليها الشعب، وتطبيق الوعود التي قطعت"، في اشارة الى الوعود التي قطعها خاتمي للناخبين في حملته الانتخابية. وأشار الى أن مجلس صيانة الدستور ووزارة الداخلية واللجان التابعة لهما، بذلت جهوداً كبيرة في التحضير لحضور الشعب في الساحة الانتخابية و"الدور الآن هو للشعب ليحدد مصيره بنفسه". وشدد رئيس البرلمان علي أكبر ناطق نوري بدوره على الحضور الجماهيري الواسع في الانتخابات، مشيراً الى "الدور القوي والفاعل للبرلمان". وحدد "خصائص" من يستحقون الانتخاب "بتمتعهم بالشجاعة والتدين والفهم السياسي، ومعرفة الاسلام واستقلال الرأي، والمعرفة بقضايا البرلمان وقضايا ايران". وحملت مواقف خاتمي دعوة غير مباشرة لانتخاب المرشحين الاصلاحيين، اذ نوّه بأن الحضور الواسع سيكون "دعماً لرئيس الجمهورية لتنفيذ الوعود التي قطعها"، فيما حملت مواقف ناطق نوري دعوة غير مباشرة لانتخاب المرشحين المحافظين. وحشد المحافظون والاصلاحيون قواهم الناخبة في طهران والمحافظات، وأعدوا العدة لاستحقاق الاحتكام الى صناديق الاقتراع. واتسمت مواقف التيار المحافظ بالحذر حيال النتيجة المتوقعة، لذا ضبط ايقاع خططه وبرامجه للتكيف مع كل الاحتمالات. اما التيار الاصلاحي فيبدو مطمئناً الى الفوز بغالبية مريحة ان لم تكن ساحقة. لكنه يخشى تشتت الأصوات بسبب كثرة أعداد المرشحين الاصلاحيين على مستوى ايران.