طرحت مايكروسوفت النسخة النهائية من نظام تشغيلها الجديد ويندوز 2000 الإصدار العالمي وعلى نطاق محدود استعدادا لطرحها بشكل نهائي في السابع عشر من شباط فبراير. ونظام التشغيل الجديد هو التطوير الأحدث على سلسلة نظم تشغيل الشبكات التي تطرحها مايكروسوفت والمبنية على تقنية إن تي، لكنه بالطبع يحتوي نسخة خاصة موجهة لتشغيل محطات العمل والكمبيوترات العادية المستفيدة من الشبكة وتلك التي تعمل مستقلة. واتبع النظام الجديد سنة سابقه ويندوز إن تي حين استخدم واجهة الاستخدام نفسها التي بدأت في ويندوز 95، ولكنه أضاف إليها الكثير من اللمسات الفنية التي تجعل التعامل اليومي والمباشر مع سطح المكتب أيسر وأسهل، وربما أكثر متعة. وجدير بالذكر هنا، كما سنوضح لاحقا، أن مايكروسوفت ستطرح إصدارا معربا من هذا النظام خلال شهر آذار مارس. ومن المهم هنا أن نوضح للمستخدمين العاديين حقيقة في غاية الأهمية، وهي أن نظام تشغيل ويندوز 2000 هو استمرار لعائلة ويندوز إن تي، وبالتالي فهو يخاطب على وجه الخصوص المستخدمين المتصلين بشبكات سواء في الجانب الخدمي أو الجانب المستفيد. ومع أن هذا لا يمنع أن يقوم المستخدمون غير المتصلين بشبكات باستخدام ويندوز 2000 بروفشنال لتشغيل أجهزتهم، فمن المهم تذكر أن مايكروسوفت ستطرح لهؤلاء نظاما خاصا يمثل استمرارا لعائلة ويندوز 98، وهذا هو ويندوز ميلينيوم الألفية الذي سيطرح بشكل نهائي قبل نهاية العام. انظر الاطار في شأن ويندوز ميلينيوم. متطلبات أعلى لقوة أكثر يمتاز ويندوز 2000 بشكل أساسي بتعامله مع مستوى أعلى من قوة الأجهزة، وبالطبع فلا تغيب عن البال هنا المعادلة القديمة التي تربط قوة منتجات مايكروسوفت بقوة معالجات إنتل. ونتحدث هنا من ناحية عمليين عن مستويين من القوة، أولهما يتعلق بجزء نظام التشغيل المتعلق بالعمليات الخلفية للشبكة التي تتم في الكمبيوتر الخادم أو المزود، والثاني يتعلق بالكومبيوترات المستفيدة من الشبكة المتصلة بها. فيما يتعلق بالكومبيوترات الخادمة العادية يدعم نظام التشغيل وهو هنا ويندوز 2000 سيرفر ما يصل إلى أربعة معالجات في الجهاز الواحد وهي قفزة كبيرة إلى الأمام تؤهل النظام الجديد للمنافسة في بيئات الشبكات المحلية كثيفة العمل. ويزيد على هذا أن هنالك إصدارين من إضافيين من نظام تشغيل الكمبيوترات الخادمة يخاطبان مستويات أعلى، فويندوز 2000 الموجه لإدارة الكمبيوترات الخادمة عالية الأداء يدعم ما يصل إلى ثمانية معالجات، بينما يقفز ويندوز 2000 الموجه لإدارة مراكز البيانات بهذه القوة إلى 32 معالجا تعمل معا. أما على صعيد الكومبيوترات المستفيدة حيث تعمل نسخة ويندوز 2000 بروفشنال وهي التي تهم المستخدم العادي، فإن الحدود الدنيا المطلوبة توضح ارتفاع مستوى القوة. فالحد الأدنى لسرعة المعالج هو الآن 133 ميغاهيرتز من معالجات بينتيوم أو ما يكافئها وبحد أقصى معالجان في الكمبيوتر الواحد. أما الذاكرة العشوائية رام فحدها العملي هو 64 ميغابايت، يمكن أن تعمل بوجود 32 ميغابايت لكن ينصح باستخدام 64 ميغابايت، وبحد أقصى 4 غيغابايت. ويتطلب نظام التشغيل توفر قرص صلب سعته 2 غيغابايت منها 650 ميغابايت على الأقل فارغة. قدرات اتصال وتشبيك أفضل من أبرز ما يتيحه ويندوز 2000 بروفشنال للمستخدم العادي تحسين قدرات الاتصال الشبكي، وكذلك التعامل مع إنترنت. ولعل المستخدم العادي سيلحظ على الفور عددا من التحسينات، من بينها عودة وظيفة مايكروسوفت فاكس كجزء من النظام، وليس من التطبيقات المستقلة، ولكن بالطبع بتفاصيل مختلفة عن السابق. فيما يتعلق بواجهة المستخدم، تبدو العلاقة أكثر "رومانسية" الآن! فمع أن الواجهة لم تتغير كثيرا عما شاهدناه في ويندوز 98 وويندوز إن تي 4 ووركستيشن، إلا أن ملمسها أصبح أكثر أناقة وسلاسة وتستطيع ملاحظة ذلك بسهولة بمجرد تشغيل النظام. لكن هنالك ما هو أكثر من الملمس، فقد أضافت الشركة مساعدة بالونية إلى سطح المكتب، وهي وظيفة لم تتوفر سابقا. كما أضيف تحسينا على طبيعة مجلدات my computerوmy network place، وهذا المجلد الأخير قادر على تتبع أحدث مجموعات تحركات قام بها المستخدم في الشبكة، بحيث يسهل عليه العودة إليها. وعلاوة على التعديلات الإضافية المحسنة لملفات المساعدة العادية، فقد حسنت مايكروسوفت ما تحتويه رسائل النظام التي يتلقاها المستخدم عند حدوث خطأ ما. إذ أصبحت رسائل النظام هنا تقدم للمستخدم خطوات عملية تنفيذية تدله على كيفية معالجة الخطأ، وحل المشكلة. وشمل التحسين أيضا قدرات البحث، التي أصبحت تبحث الآن عبر الشبكة، ولكن ليس عن ملفات ومستندات فحسب، بل أيضا عن مكونات شبكية كالطابعات أو أجهزة الكومبيوتر وما يتبعها من ملحقات كالبحث عن أي كمبيوتر تتصل به الماسحة الضوئية مثلا. ولعل من أفضل التحسينات التي أضيفت هنا وظيفة الطباعة عبر إنترنت، باستخدام بروتوكول الطباعة عبر إنترنتIPP والتي تسمح للمستخدم أن يقوم بإرسال وثيقة للطباعة عبر إنترنت إلى أي طابعة متصلة بشبكة إنترنت، من خلال مزود ويندوز 2000. ولكن عليك بالطبع أن تنتظر إلى حين طرح مثل هذه الطابعات تجاريا. قصة الأمان والأف بي آي يكتسب ويندوز 2000 ميزات أمان إضافية مع تقديم مايكروسوفت صيغة تشفير ذات 128 بتا في النظام الجديد. وبهذا يكون ويندوز 2000 أول نظام تشغيل مزود بهذه التقنية يطرح في الأسواق العالمية، وعلى الأخص في منطقة الشرق الأوسط المصنفة ضمن Tire III وفقا لقائمة مراقبة تصدير المنتجات التقنية الأميركية. وما ساعد على حصول هذا التطور هو حصول مايكروسوفت على إذن خاص في كانون ثاني يناير من الجهات الرسمية الأميركية، وعلى الأخص مكتب التحقيقات الفيدرالي للسماح لها بتصدير هذه التقنية إلى خارج الولاياتالمتحدة، ومن المفترض أن يتم رفع هذه التقنية من قائمة المراقبة مع المراجعة السنوية لها نهاية شباط. وتمتاز تقنية التشفير ب128 بتا بأنها تقدم مستوى أعلى من الأمان، وخاصة في مجال حماية الشبكات وتخويلات النفاذ إلى البيانات الحساسة. وتعتبر هذه الميزة إضافة جيدة لويندوز 2000 ستهم على وجه الخصوص العاملين في القطاعات المصرفية والمالية، وذلك نظرا لما تتميز بها من موثوقية عالية وحصانة عالية ضد الاختراق غير المخول للبيانات، والمحافظة على أمن المراسلات التي تتم عبر الشبكة ومنها وإليها. خدمة الأدلة وميزات أفضل للمؤسسات الإضافة الهامة الثانية إلى ويندوز 2000 والتي ستقوم بتحسين إضافي آخر على مستويات الأمان والإنتاجية فيه هي خدمة الأدلةdirectory services . وقد كانت هذه الخدمة هي قصب السبق الذي يراهن به نظام نوفيل نيت وير على تسيد السوق، مقابل غيابها سابقا عن ويندوز إن تي السلف المعروف لويندوز 2000. وتعتبر إضافة خدمة الأدلة قفزة إلى الأمام في تعامل نظام التشغيل الجديد مع نظم تخطيط الموارد المؤسساتية ERP، والتطبيقات الأخرى المرتبطة بها أو المعتمدة عليها، مثل بعض تطبيقات الأعمال الإلكترونية والحكومة الإلكترونية. وهذه الأخيرة تحديدا كانت الغائب الملحوظ عن مرمى لعب مايكروسوفت في سوق التطبيقات المؤسساتية المعتمدة على إنترنت. وإضافة لهذا وذاك، تضيف خدمة الأدلة بعدا هاما لتعامل نظام ويندوز 2000 مع مخازن البيانات وإدارة قواعد بيانات الويب، مما يسمح بالمزيد من التركيز على الإنتاجية في هذا المجال. لكن الجانب الأهم، سيكمن في تحسين الموضوعات المتعلقة بالأمان، وخاصة التخويلات الفردية والجماعية في الشبكة. وسيتمكن مديرو شبكات ويندوز 2000 الآن من الاعتماد على مزودات أكثر موثوقية فيما يتعلق بمن، ومتى وكيف، ومن أين يدخل أي مستخدم إلى أي نوع من البيانات على الشبكة، يما في ذلك المستخدمة المتصلون عن بعد، أو عبر شبكات لاسلكية. وبالطبع فلا نتوقع هنا أن يكون ويندوز 2000 قادرا على الفور على منافسة خدمات الأدلة في نيت وير، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار ما قاله أحد مسؤولي نوفيل: "كيف يمكن لطفل يدخل الحضانة أن ينافس طالبا يتخرج من الثانوية"؟ في إشارة إلى أن نيت وير يقدم الأدلة منذ إصداره الأول، وهو الآن في إصداره رقم الخامس. شؤون لغوية أبرز ميزات نظام التشغيل الجديد من مايكروسوفت تعدده اللغوي، وكأنه يقدم نموذجا لعولمة تقنية بلباس لغوي يشمل أكثر من 60 لغة يكتمل عقدها مع طرح الإصدار الخدمي الأول من هذا النظام في وقت لاحق من هذه السنة. فيما يتعلق باللغة العربية وفر الإصدار الجديد دعما من محورين، الأول دعم الأبجدية العربية، بما في ذلك الإضافات الأبجدية الخاصة بلغات كالفارسية والأوردية، والثاني دعم التطبيقات العربية التي تحتوي دعما مضمنا لنظام الشيفرة العالمية الموحدة يونيكود. وتستطيع إضافة العربية أو أي من هذه اللغات الستين التي أشرنا إليها من خلال نافذة خاصة تظهر خلال تثبيت نظام التشغيل تطلب إليك أن تختار لغة أخرى أو أكثر إلى جانب الإنكليزية لتثبيتها. وبالطبع، فهذا النظام، أي نظام الشيفرة العالمية الموحدة يونيكود هو الذي أتاح هذه الميزات اللغوية ككل، وهنا تقف حدود دعم الإصدار العالمي من ويندوز 2000 للغة العربية. أما إذا كان المطلوب هو الدعم الكامل للغة العربية، وعلى الأخص فيما يتعلق ببناء التطبيقات، والتعامل الإنتاجي مع إنترنت وما إلى ذلك، فالحل هو الإصدار المعرب من ويندوز 2000 بروفشنال الذي بدأت مايكروسوفت شحنه للشركات المصنعة لأجهزة الكومبيوتر في الأسبوع الأول من شباط، وستطرحه للجمهور في آذار. أبرز المآخذ تعودنا أنه ما أن يطرح نظام تشغيل جديد من مايكروسوفت حتى تبدأ قوائم العيوب والنواقص بالظهور، وتبدأ الشركة ترقيعها من خلال إصدارات خدمية معظمها لا يعلن عنه. هذه المرة ظهرت بعض العيوب حتى قبل طرح النظام في الأسواق، ومعظمها يتعلق بدعم التقنيات الجديدة. أبرز نواقص غياب دعم تشغيل أقراص الفيديو الرقمي بشكل عملي نظرا لأنه يتطلب وجود جهاز خاص لفك التشفير. وثمة مآخذ مشابهة فيما يتعلق ببطاقات الفيديو والصوت، خاصة عندما ترتبط بطاقات الفيديو بمولف للتلفزيون. وفي الإصدار العالمي لوحظت بعض الإشكالات الطفيفة المتعلقة بتنسيق الفقرات النصية العربية في تطبيقات مايكروسوفت نفسها، مثل وورد 2000.