ربما لا يمثل الإصدار الجديد من مستعرض مايكروسوفت إنترنت إكسبلورر الذي يحمل الرقم 5.0 تطورا كبيرا في معيار واجهة الاستخدام والعلاقة مع نظام التشغيل، لكنه بكل تأكيد يمثل تطورا مهماً على صعيد علاقة المستخدم نفسه مع الويب. فالمستعرض الجديد يقدم للمستخدم استعراضا أكثر متعة، يضفي نوعا من العلاقة الحميمة أو "الصداقة"، كما قال أحد مسؤولي مايكروسوفت الخليج، على الصلة التي تتشكل بين المستخدم العادي وإنترنت. وتبدأ هذه العلاقة الجديدة بالتشكل من عملية التثبيت التي أصبحت أسهل وأيسر، من خلال مرشد للتثبيت ينقل المستخدم خطوة فخطوة، باتجاه هدفه النهائي. ومن اللافت هنا أن المرشد يتوقف مع المستخدم للحظات يختار فيها اللغة التي سوف يستخدمها بغض النظر عن لغة نظام التشغيل. وهذا يعني ببساطة أن المستخدم لم يعد، من ناحية نظرية، مقيدا باستخدام نظام تشغيل عربي لاستعراض الصفحات العربية، بل يمكنه ذلك الآن من خلال تثبيت الإصدار الحالي فوق نظام التشغيل المتوفر لديه حتى وإن لم يكن عربيا. ومع أن استخدام يونيكود لعب دورا مهماً هنا، إلا أن ثمة عاملا مثبطا لا يزال موجودا يتمثل في أن الإصدار الذي طرح أواسط آذار مارس لا يدعم نظام تشغيل ويندوز 98 المعرّبة localized ذي القوائم العربية، بينما يدعم الإصدار الذي يدعم اللغة العربية enabled الذي يستخدم العربية، لكن بقوائم إنكليزية. وتقول مايكروسوفت إنها ستطرح إصدارا معدلا عما قريب لحل هذه المشكلة التي يتوقع أن تعيق انتشار إكسبلورر 5.0 في المنطقة العربية، وعلى الأخص في السعودية التي يغلب فيها استخدام الإصدار المعرب من نظم تشغيل ويندوز. ويعتبر إكسبلورر 5.0 أول منتج تطرحه مايكروسوفت متيحا هذا الدعم للغة العربية من داخله، وسيكون المنتج الثاني هو أوفيس 2000 الذي بدأت اختباراته التجريبية في المنطقة منذ عدة شهور ويتوقع أن يتم طرحه رسميا في موعد أقصاه شهر حزيران يونيو المقبل. ومن أبرز الإضافات الجديدة في هذا المستعرض أنه فك الارتباط الذي كان قائما مع نظام التشغيل في ما يتعلق بواجهة الاستخدام. فبعدما كان المستخدم ينتقل ليتعامل مع واجهة جديدة من ناحية تقنية في إكسبلورر 4.0 تحل محل قشرة نظام التشغيل نفسه، أصبح المستعرض الآن يستفيد من قشرة نظام التشغيل القائمة دون أن يستبدلها... وذلك طبعا بفضل التحديث الذي تم على واجهة المستخدم في ويندوز 98. وهذا ما أضاف فعالية أكبر في التعامل مع سطح المكتب النشط Active Desktop وتحميل القنوات النشطة وتحديثاتها. مكونات الواجهة وفي ما يتعلق بمكونات الواجهة، يلحظ المستخدم الآن عددا غير قليل من الإضافات السلسة والميسرة، فإضافة إلى تذكر عناوين الصفحات أي أن تكتب مثلا www.alha فيكمل لك المستعرض على الفور www.alhayat.com، أصبح إكسبلورر 5.0 الآن قادرا على تذكر محتويات النماذج التي تقوم بملئها عبر صفحات الويب المختلفة، بما في ذلك أسماء الاستخدام وكلمات السر التي تحتاجها في مواقع معينة تكثر من زيارتها. وعليك أن تكون حذرا هنا، فالمستعرض ليس ذكيا هنا بما يكفي لتمييز أن هذه كلمة سر لا يجوز له أن يحفظها، وبالتالي قد تتعرض عمليا لمداهمة لا تعلم عنها شيئا من هذا الجانب. أما في خانة التاريخ وهي جزء أساسي من واجهة المستعرض، فستجد أنك أصبحت أكثر قدرة على التصنيف والبحث والاسترجاع، ليس فقط بناء على تاريخ الزيارة، بل وأيضا بناء على عدد مرات الزيارة نفسها ومقاطع من الاسم المستخدم في عنوان الموقع. ومن الإضافات المهمة التي تستحق الذكر هنا وظيفة "المواقع ذات العلاقة" والتي تتيح لك الحصول على قائمة بالمواقع ذات العلاقة بالموقع الذي تزوره راهنا، وهي إضافة تهم كثيرا أولئك الذين يستخدمون إنترنت لأغراض بحثية أو دراسية. وسائط متعددة وفي ما يتعلق بالوسائط المتعددة، أضاف المستعرض الجديد مشغّلا خاصا هو ويندوز ملتيميديا بلاير الذي يشغّل أنواعا عدة من الملفات الصوتية والفيديوية. لكن الأكثر جذبا هنا هو مشغل الراديو المخصص لتشغيل محطات راديو FM المتوفرة على الشبكة من أنحاء العالم المختلفة... وليس منها أي محطة عربية حتى الآن. وتعمل هذه الوظيفة دون حاجة إلى تشغيل إطار خاص منبثق من المستعرض كما يحصل عند تشغيل ملفات Real Audio مثلا، بل يتم تشغيلها مباشرة من شريط خاص في واجهة المستعرض. وثمة سهولة مماثلة في عرض ملفات الفيديو والصور المتحركة. لكن كل ما ذكرناه هنا لا يعني شيئا أمام الإضافة الأهم التي يقدمها إكسبلورر 5.0 وهي سرعة الاستعراض مقارنة بالإصدارات السابقة منه أو المستعرضات الأخرى المتوفرة بما فيها نتسكيب كوميونيكيتر 4.5. إذ تمثل سرعة استعراض الصفحات وتحميلها والإبحار فيها أحد أهم الميزات التي يمكن ملاحظتها بسهولة مع بدء العمل على إكسبلورر 5.0. وإضافة إلى السرعة، تنازلت مايكروسوفت من برجها العاجي في إكسبلورر 5.0، فاعترفت بوجود برامج تنتجها شركات أخرى بما فيها نتسكيب مثلا. وجاء هذا الاعتراف في خيار البرامج الذي يتيح للمستخدم أن يقوم بتعريف برامجه الأساسية التي يستخدمها لأغراض مكملة كالبريد الإلكتروني وتحرير صفحات الويب والحوار عبر الشبكة وما إلى ذلك. ويتخلص المستخدمون بذلك من التعقيدات التي كانت الإصدارات السابقة من إكسبلورر تضعهم فيها لكونها لا تتعامل إلا مع مكونات مكملة من مايكروسوفت. إلا أن الشركة لا تزال تقدم هذه المكونات مع إكسبلورر 5.0 كإضافات يتم اختيارها خلال التثبيت، وتشمل كلا من فرونت بيج إكسبرس لتصميم وتحرير صفحات الويب، وآوت لوك إكسبرس 5.0 وهو مستفيد للبريد الإلكتروني ونت ميتنغ للحوارات عبرالشبكة والمؤتمرات الفيديوية. وتقول مايكروسوفت إن شركات متعاونة معها في المنطقة بدأت في اعتماد بيئة إكسبلورر 5.0 تطوير مواقعها، لكن هذا سيتوقف على حجم الاستخدام الحقيقي الذي سيشهده الإصدار الجديد في المنطقة.