شدد رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض السيد محمد عثمان الميرغني على وحدة الحزب واكد رفضه مشروع الشركاء الاوروبيين لمبادرة دول شرق افريقيا ايغاد لإجراء استفتاء على تقرير المصير في الجنوب خلال ستة أشهر. وتحدث الميرغني في خطاب تلقت "الحياة" نصه امس وألقاه عبر الهاتف امام حشد نظّمه الحزب الاتحادي في مسجد السيد علي الميرغني في الخرطوم بحري اول من امس، عن ضرورة "التوحد الذي يؤذن بقرب النصر". ورد على القول بوجود انشقاقات وخلافات في الحزب بأن "الحزب متوحد بحمد الله في هذا الوقت ويقف الكل فيه على قلب رجل واحد". واعلن عزمه عقد مؤتمر تشاوري "يضم كل القيادات في الداخل والخارج وحددها في القيادات التاريخية والمكتب السياسي والهيئة البرلمانية وقيادات الاقاليم والعمل الخارجي لتوحيد العمل في الداخل والخارج". وكشف الميرغني ان شركاء "ايغاد" طرحوا خطة تحدد مهلة تستمر ستة أشهر لحل مشكلة الجنوب تنشر بعدها قوات للفصل بين القوات المتحاربة في الجنوب ثم يجرى استفتاء على تقرير المصير بعد ستة اشهر أخرى. وقال إن هذه الخطة "غير مقبولة" ولاحظ انها "لا تعالج المواجهات في وسط السودان وشرقه". واضاف: "قلنا لهم هذا خطأ ويعني انكم تسعون الى فصل الجنوب، هذه معركة اجيال لن تنتهي، ولا يمكن ان تحسم بهذه الصورة والصومال خير شاهد على ذلك". واوضح انه ابلغ الى شركاء "ايغاد" وهي مجموعة تتألف اساساً من دول اوروبية والولايات المتحدة وتموّل نشاط وساطة "ايغاد" الافريقية، ضرورة التنسيق بين هذه المبادرة والمبادرة المصرية - الليبية للتوصل الى حل سياسي شامل للمشكلة السودانية". واضاف ان "قضية تقرير المصير كثيراً ما يُنظر اليها بمنظور خاطئ، فنحن في التجمع الوطني الديموقراطي اتفقنا على حق تقرير المصير ولكن حصل التزام منا جميعاً بما في ذلك الدكتور جون قرنق والبابا جيمس سرور وكل ممثلي الاخوة في الجنوب، بأن يكون هناك مناخ ديموقراطي وفترة انتقالية ديموقراطية وان نعمل جميعاً لتعزيز خيار الوحدة وبعد ذلك يتم الاستفتاء على تقرير المصير". وزاد: "اذا لم يكن هناك مناخ ديموقراطي وفترة انتقالية يؤسس فيها خيار الوحدة فإن أي حديث عن تقرير المصير يعني الانفصال. ونحن في الحزب الاتحادي الديموقراطي اعلنّا مراراً وتكراراً ارادة موحدة للسودان". ورأى الميرغني خلال اللقاء الذي حضره عدد من قادة الاتحاديين في الداخل ان "الحديث عن تقرير المصير دون فترة انتقالية ديموقراطية يعني فصل الجنوب. السودان ملك للسودانيين جميعاً ولا مجال لتجزئته او تقسيمه او تبديد وحدته، والكل يقف خلف هذا التوجه مؤيداً ومعززاً". المصالحة واعتبر ان "عقد هذا اللقاء الحاشد داخل السودان نتيجة من نتائج صمود الشعب، ما هذا القدر المتاح من الحرية على رغم القوانين التي نسعى جميعاً الى ازالتها الا ثمرة من ثمرات النضال في الداخل والخارج. كانت رؤانا واضحة في التجمع الوطني الديموقراطي فهناك من يقول بالصدام والاقتلاع من الجذور، وهناك من يقول لمن قال سلماً ان السلم خير من الحرب ولكن يجب تفكيك دولة الحزب الواحد لمصلحة دولة الوطن الديموقراطية. وكانت هذه إفادة لأشقاء لنا في مصر وليبيا بدأت بنداء من الرئيس محمد حسني مبارك ودعوة لجميع الفرقاء. والفرقاء هم تحديداً النظام في الخرطوم، والتجمع الوطني الديموقراطي بفصائله، وليس هناك جهة ثالثة فيجب ان يكون هذا واضحاً للجميع". ولاحظ ان السلطات السودانية "لم تنفّذ سوى الجزء اليسير" من اجراءات تهيئة المناخ للحوار مع المعارضة "وما زلنا نتطلع الى المزيد". واشار الى رغبة مصر في عقد لقاء يضم الحكومة وقادة التجمع. واوضح ان التجمع "لا يمانع مبدئياً في لقاء مع النظام عبر المبادرة المصرية - الليبية وعلى اساس ان تلتزم الحكومة بالتدابير اللازمة لتهيئة المناخ والموقف التفاوضي للتجمع". واضاف ان الحكومة "مُطالبة بتقديم موقفها التفاوضي بعد ان قدم التجمع موقفه التفاوضي الى لجنة المبادرة المشتركة". صراع الترابي والبشير وعلّق الميرغني على الصراع بين الرئيس عمر البشير والامين العام للحزب الحاكم الدكتور حسن الترابي قائلاً: "ان البعض ينشغل بخلافات النظام ومشاكله في اطار المؤتمر الوطني. ونحن لا نسعد بخلافات الخصوم ولن نكون طرفاً فيها، فلدينا هدف محدد طرحه اخوة كبار الرئيس حسني مبارك والقائد معمر القذافي لايجاد حل سياسي شامل للمشكل السوداني وهذا من حقهم. فنحن ننظر الى هذه المشاكل والخلافات بقدر تأثيرها على الحل السياسي الشامل، من الذي يلتزم ومن الذي يخادع او يراوغ. وننظر الى القضية بهذا الوضوح والجلاء، فلذلك نحن لا نتدخل في هذه الخلافات ولا ننصر فريقاً على آخر، ولكننا نريد ان يأتي اهل السودان الى كلمة سواء بينهم".