سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صحيفة عربية في اسرائيل نشرت تفاصيل عن محادثات شاحاك مع مسؤول سوري . "معاريف":المفاوضات مع سورية تستأنف قريباً باراك: الانسحاب من جنوب لبنان باتفاق هذا العام
أبدى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ثقة عالية ب"حتمية" سحب جيشه الى خط الحدود الدولية مع لبنان في اطار اتفاق بحلول شهر تموز يوليو من العام الجاري وذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر اسرائيلية وأجنبية متطابقة توصل تل أبيب ودمشق الى اتفاق بشأن استئناف المفاوضات بينهما في موعد أقصاه بداية الشهر المقبل. وجاءت تصريحات باراك فيما استمر التوتر في الجنوباللبناني المحتل حيث قتل جندي اسرائيلي آخر امس وواصل الطيران الحربي الاسرائيلي شن غاراته. وقال باراك في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية: "اننا لا نبحث في الوقت الراهن انسحابا من جانب واحد ولا في ما يمكن ان يحدث اذا ما اقترب موعد تموز يوليو 2000، ولنقل اذا حل شهر نيسان ابريل او ايار مايو من دون ان نتوصل الى اتفاق". وأضاف: "الاشهر المقبلة لن تكون سهلة. ستشهد انفراجات وتعثرات وازمات ولحظات صعبة. لكنها ستنتهي بأن نضع انفسنا على الحدود الدولية في اطار اتفاق بحلول يوليو 2000". ولم ينس باراك أن يتبجح "برد أقوى جيش في الشرق الاوسط في حال فكر أحد باختبار اسرائيل من خلال مهاجمتها عندما تعيد انتشار قواتها على طول الحدود الدولية". وكانت صحيفة "معاريف" العبرية أكدت أن سورية واسرائيل اتفقتا على استئناف المفاوضات بينهما وأن الاميركيين يجرون اتصالاتهم بشأن مكان عقد المفاوضات وموعدها. وقالت المصادر ذاتها أن الصيغة التي بلورها الاميركيون لاستئناف المفاوضات تشمل "ودائع متبادلة" بين سورية واسرائيل، وتوافق اسرائيل بمقتضاها على اجراء المفاوضات "على اساس خطوط 4 حزيران 1967" مع العلم ان ترسيم تلك الخطوط "بحيث لا تشمل مصادر المياه او الوصول الى بحيرة طبريا". وبالمقابل "تلتزم سورية ببذل قصارى جهدها لمنع أي عملية من جانب حزب الله في جنوبلبنان وتسمح للبنانيين بالانضمام الى المفاوضات فور استئنافها". ومن هذا المقطع الاخير من "الوديعة" تنبع ثقة باراك بتنفيذ وعده الانتخابي بالانسحاب من الجنوباللبناني المحتل في الموعد المذكور، إذ يستعد لبدء مفاوضاته مع لبنان بالتزامن مع المفاوضات مع سورية. "فصل المقال" ونقلت صحيفة "فصل المقال" الاسبوعية الصادرة داخل "الخط الاخضر" عن مصادر اوروبية قريبة من المبعوث الاوروبي للعملية السلمية ميغيل انخيل موراتينوس قولها أن المهمة التي قام بها وزير السياحة الاسرائيلي مسؤول ملف سورية في حكومة باراك أمنون ليبكين شاحاك في سويسرا أخيرا "تكللت بالنجاح وأدت الى جسر هوة الخلافات. وقالت المصادر ذاتها أن الاجتماع الذي عقده شاحاك في حضور المبعوث الاميركي الخاص للعملية السلمية دنيس روس وحسين خليل رئيس الاستخبارات العسكرية السورية في فندق "بريزيدنت" في جنيف "أسفر عن ردم كبير للهوة الفاصلة بين الجانبين وقد تؤدي الى استئناف المفاوضلت مطلع آذار مارس المقبل على رغم كل دخان البارود المتصاعد من لبنان". واضافت المصادر ذاتها أن شاحاك طرح مجموعة من الاعتبارات التي ترغب اسرائيل في ادراجها في "وثيقة العمل الاميركية". ومن بين هذه الاعتبارات: نقل بند الحدود من الملحق الى الوثيقة الاساسية واعتباره جزءا أصيلا من الاتفاق، واعتبار الحدود جغرافية سياسية "على أن يؤخذ في الاعتبار أثناء ترسيم الحدود الدولية بعض التفاصيل الطوبوغرافية التي تؤمن لاسرائيل مصادر فرعية من ينابيع المياه". ووفقا لهذه المصادر، وافق السوريون على اضافة فقرة "تعالج مسألة المياه المشتركة وفق مبادئ وقواعد القانون الدولي المتضمنة في اتفاق الاممالمتحدة الخاص بقانون استخدام المجاري المائية الدولية في الاغراض غير الملاحية". كما طالب شاحاك بإفراد بند خاص بتموضع القوات السورية والمعدات الهجومية السورية "بعيدا عن الحدود الدولية لمسافات تتراوح بين 21 و43 كم. وفي الوقت الذي طرح فيه شاحاك أن تستغرق المدة الزمنية للانسحاب أربع سنوات وافق رئيس الاستخبارات العسكرية السوري خليل على ما طرحه روس وهو 16 شهرا. وفي ما يتعلق بالجانب السوري، أشارت المصادر ذاتها أن دمشق طالبت بوضع بند صريح ينص على وجود طرف ثالث بالاضافة الى الولاياتالمتحدة وفرنسا لتولي تشغيل محطة الانذار المبكر لمدة خمس سنوات مع التشديد على وجود ضباط سوريين مع طواقم التشغيل وكذلك موافقة سورية على أن تتولى واشنطن المراقبة الفضائية الدائمة على أن توزع المعلومات على الطرفين. وبدا نفي مستشار باراك الاعلامي امس لنبأ قرب استئناف المفاوضات مع سورية باهتاً جداً، خصوصا وأن تصريحات نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افرايم سنيه تناغمت وأقوال رئيسه باراك. إذ قال سنيه في مقابلة خاصة مع الاذاعة الاسرائيلية باللغة العربية: "سنعرف قريبا ما اذا كانت سورية استوعبت درس الأيام الاخيرة"، مضيفا انه يجب "مواصلة المحاولات واستنفاد الجهود لمواصلة المفاوضات مع السوريين". وقال سنيه: "نحن جادون جداً لاستئناف المفاوضات مع سورية ولكن ليس تحت أي ظرف". وقال في رده على سؤال عن سبب احجام اسرائيل عن "المس بمصالح سورية مباشرة في لبنان": "لا نريد التحرش لمجرد التحرش، نحن لا نريد مواجهة مع سورية ولكننا نمس من يستضيفهم واذا مست محطة توليد الكهرباء بالقرب من طرابلس، فإن السوريين يفهمون معنى ذلك". وأشاد المسؤول الاسرائيلي بما أسماه "الحكمة السورية" معرباً عن أمله في "أن تتسع لتشمل أموراً أخرى".