توعدت الحكومة الأميركية العابثين بنشاط التجارة الالكترونية في انترنت ب"عقاب صارم"، فيما بدأت السلطات حملة تحقيق واسعة النطاق للتعرف إلى الشخص أو الأشخاص الذين تمكنوا من اختراق عدد من المواقع المعنية بالتعامل بالاسهم وتقنية المعلومات يوم الاربعاء الماضي. وقالت المدعية الأميركية العامة السيدة جانيت رينو التي تولت الحملة ضد عملاق صناعة البرمجيات "مايكروسوفت"، إن الحكومة ملتزمة اتخاذ الخطوات والاجراءات الضرورية لابقاء شبكة انترنت "مكاناً آمناً لأداء الاعمال" والمساهمة في تقريب العالم بدلاً من تجزيئه. ويخفي العزم الاميركي على محاربة السطو على الكومبيوترات والعبث بها جهلاً مطلقاً بهوية الفاعلين واهدافهم. فربما كان المسؤول عن الاضرار التي لحقت بعشرات المواقع التجارية في انترنت شخصاً واحداً فقط وربما جاء نتيجة جهد مشترك من عشرات، وربما انطلقت الحملة من كومبيوتر واحد وربما من عشرات بل مئات الكومبيوترات التي لا يعرف اصحابها انها كانت طرفاً في "الهجوم" على المواقع التجارية. وعلى رغم ترويج مئات البرامج التي يدعي مطوروها انها تقف "جدار نار" بين الكومبيوتر ومحاولي العبث به وبالمعلومات الموجودة فيه، إلا انه من السهل جداً على أي خبير في البرمجة اختراق تلك الكومبيوترات لأن سلاح الدفاع والهجوم سلاح واحد هو الرمز الكومبيوتري الذي يستطيع كل من يتقنه توظيفه للحماية او التخريب. ويقول عارفون بطبيعة تقنية المعلومات ان احد خيوط "الجريمة" التي ارتكبها العابثون يوم الاربعاء الماضي قادت المحققين الى مكان كان آخر ما يمكن توقعه، هو مكتب التحقيقات الفيديرالي نفسه! ويبدو ان العابث، أو العابثين، وضعوا عنوان المكتب في نهاية الامر الكومبيوتري الذي بدأ عملية "الهجوم" على المواقع التجارية. ولم يلحق الهجوم اي اضرار بتلك المواقع، فما حدث هو ان الكومبيوتر الرئيسي في تلك المواقع بدأ يتلقى عشرات الآلاف من الطلبات المزيفة للولوج الى الموقع الامر الذي اعاق دخول المستخدمين العاديين اليه. ومن تلك المواقع E-Trade الناشط في تجارة الاسهم وZDNet الخاص بالتغطية الاخبارية المعلوماتية. ولا يخيف السلطات الاميركية المعنية بحماية امن العمل الكومبيوتري اكثر من احتمال امتلاك المخربين او الارهابيين القدرات التقنية التي تمكّنهم من تخريب عمل الكومبيوترات، إذ يستطيع هؤلاء تنفيذ عمليات الهجوم من أي مكان في العالم ومن أي كومبيوتر والانسحاب او تغطية انسحابهم قبل ان يتمكن احد من التعرف إليهم. وبما ان الولاياتالمتحدة تسيطر على ثلاثة ارباع نشاط شبكة انترنت في الوقت الحالي فمن الواضح ان شركاتها ستكون أكبر المتأثرين بهذا الهجوم الذي يمكن ان يكبد الشركات خسائر بعشرات بلايين الدولارات، ويهز الثقة بالتعامل من خلال شبكة انترنت، وهو تعامل يقترح بعضهم ان قيمته ستكون بمئات بلايين الدولارات خلال سنوات قليلة.