لوح رئيس الوزراء الاسرائيلي وزير الدفاع ايهود باراك بوقف المفاوضات مع سورية بعد مقتل 3 جنود اسرائيليين في جنوبلبنان امس. واكد باراك انه لا يستطيع "اجراء مفاوضات سلام في وقت لا تسعى فيه سورية الى منع عمليات حزب الله" ضد الجيش الاسرائيلي في الشريط الحدودي المحتل في الجنوب. واضاف ان "انعدام المناخ المناسب للسلام سيجعل من الصعب استئناف المفاوضات مع سورية". وجاء هذا الموقف في بيان صدر ليل أمس عن وزارة الدفاع الاسرائيلية بعد مقتل الجنود الثلاثة وجرح أربعة آخرين حالهم خطرة في عمق الشريط الحدودي، في ثاني ضربة تنفذها "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري ل"حزب الله" خلال 24 ساعة ضد قوات الاحتلال والميليشيا الموالية لها، بعدما تمكنت من قتل الرجل الثاني في "جيش لبنانالجنوبي" عقل هاشم. راجع ص 4 وعقدت الحكومة الاسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية اجتماعاً استثنائياً إثر مقتل الجنود الثلاثة، وبعد وقت قصير على تلويح رئيس الوزراء ايهود باراك بأن دعم سورية ل"حزب الله" من شأنه أن "يمس المصالح السورية في لبنان". لكنه جدد عزمه على الانسحاب من الجنوب بحلول تموز يوليو. وطرحت الضربتان القاسيتان على اسرائيل السؤال هل يسعى جيشها الى استيعاب الصدمة بعمل عسكري تصعيدي ضد لبنان. لكن وزير السياحة الإسرائيلي أمنون شاحاك شكك في ان تكون الهجمات على البنى التحتية اللبنانية كافية لوقف عمليات "حزب الله". وقال وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين: "ليس على اي منّا الآن ان يقوم بأعمال انتقامية، ما علينا فعله هو ايجاد طريقة لإنهاء هذه الحرب التي تدور في جنوبلبنان منذ 18 سنة". وكانت "المقاومة الاسلامية" اعلنت في بيان عن عمليتين، الأولى ضد موقع العزية الاسرائيلي والثانية ضد موقعي قلعة الشقيف والدبشة في عمق الشريط الحدودي المحتل. وأدى مكمن المقاومة للجنود المختبئين وراء دشم موقع العزية الى مقتل ثلاثة جنود اسرائيليين وجرح أربعة آخرين، بعدما قصف المقاومون الموقع بالأسلحة الصاروخية والمدفعية. ويبعد الموقع بضعة كيلومترات عن المناطق الجنوبية المحررة، ما يعني ان المقاومين قطعوا مسافة طويلة. وشمل تصعيد العمليات العسكرية في الجنوب شن الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات على مناطق في اقليم التفاح ومحيط النبطية وقضاء بنت جبيل، وأطلقت المدفعية الاسرائيلية عدداً كبيراً من القذائف على مناطق سكنية ما ادى الى تضرر منازل وسقوط ثلاثة جرحى. وطاول القصف مركزاً للوحدة النيبالية في قوات الطوارئ الدولية. وأكد باراك انه لا يزال مصمماً على سحب جيشه من الجنوباللبناني في شهر تموز يوليو المقبل مع ضمان أمن افراد "جيش لبنانالجنوبي". وقال في اول تعقيب له بعد عودته من القاهرة ان الأحداث التي شهدتها الساعات ال24 الماضية "دليل على ان الاوضاع في جنوبلبنان قابلة للتدهور". وأضاف، خلال ترؤسه اجتماعاً لحركة "اسرائيل واحدة" التي يتزعمها، ان حكومته "ستعاقب" منفذي عملية تصفية عقل هاشم. وتطرق باراك الى المفاوضات مع سورية، مشدداً على ان "اسرائيل تريد استئنافها"، لكنه وفي انتقاد مبطن لا يخلو من التهديد لدمشق، قال ان سورية تزود "حزب الله" امدادات وتسمح لأفراده بالتنقل بين اماكن مختلفة في لبنان، وعليها ان تدرك ان ذلك "من شأنه ان يمس مصالحها هناك". اما نائبه افرايم سنيه فتوعد ب"بملاحقة القتلة ومعاقبتهم آجلاً او عاجلاً"، وذلك خلال تقديمه التعازي لذوي عقل هاشم الذي شيع امس في بلدة دبل حيث قتل. وقال قادمون من الشريط الحدودي ل"الحياة" ان عناصر من الاستخبارات الاسرائيلية نفذت فور مقتل هاشم حملة اعتقالات واسعة طاولت اقرب المقرّبين الى قائد القطاع الغربي الذين يترددون عليه باستمرار، اضافة الى حراسه وعدد من مسؤولي "جيش لبنانالجنوبي". وقدِر عدد المعتقلين بالعشرات.