حذر القائد السابق لجهاز الاستخبارات الاسرائيلية العامة شاباك عامي ايالون، من ان تنفيذ سياسة الفصل الاقتصادي والسياسي بين اسرائيل والفلسطينيين قد يجلب الويل لاسرائيل لأنه أشبه بفصل توأمين سياميين سيؤدي إلى لجوء التوأم الفلسطيني إلى الأردن أو مصر، وهذا ما تحذر منه الأوساط الأمنية. وقال في سياق يوم دراسي دعت إليه وزارة المال في شأن الفصل ان "بإمكان إسرائيل كونها الأقوى والأكبر والأجمل من الجار الضعيف والقبيح، اجراء الفصل لكننا بذلك ندفع الفلسطينيين إلى واقع لن يرضوا به وسيعود علينا بالويل". ودعا ايالون الذي طرح اسمه أخيراً لمنصب وزير الأمن في حكومة باراك، المجتمع الإسرائيلي إلى مناقشة ماهية الديموقراطية بشكل مستفيض، مشيراً إلى أن النموذج الحالي للديموقراطية الإسرائيلية مركّب على ديموقراطية وابارتهايد عنصرية. وقال إن المجتمع الإسرائيلي يرجئ دوما البت في القضايا المصيرية وان حسم الموقف الإسرائيلي من قضية السلام يستوجب بحثاً مستفيضاً في ماهية ديموقراطية اسرائيل. وتطرق إلى ما يواجهه الفلسطيني العادي القادم للعمل في إسرائيل من "كابوس واذلال حتى اليأس تحت غطاء حاجاتنا الأمنية"، مضيفاً ان هذا التعامل لا بد أن يؤدي إلى التطرف في الطرف الفلسطيني. وتابع ان الفلسطينيين يفهمون اليوم "وهذا ما لقنّاهم اياه بأنفسنا، أن إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة، ومن هنا يسلطون سيف العنف فوق عنقنا بعد أن رأوا أن إسرائيل عادت دائماً إلى طاولة المفاوضات بعد أعمال عنف". وتساءل كيف يمكن لإسرائيل أن ترفض اطلاق سجناء أمنيين ينتمون إلى "فتح" بزعم ان "ايديهم ملطخة بالدماء" رغم أنهم يعلنون اليوم استعدادهم للمشاركة في العملية السلمية، لكنها تطلق في المقابل سجناء متطرفين يرفضون الاعتراف بنا في صفقات تبادل أسرى". "السلام الآن" من جهة اخرى، قالت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية إن لا امكان حقيقيا في تحقيق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين مع وجود المستوطنات في الأراضي الفلسطينية "كونها تشكل عقبة كأداء في طريق الحل المنشود". ودعت في مؤتمر صحافي الحكومة إلى اخلاء جميع المستوطنات في قطاع غزة، يقطنها 6500 مستوطن فوراً، وبدء العمل على اخلاء معظم المستوطنات في الضفة في سبيل التوصل إلى حل سلمي يعتمد مبدأ إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.