} انتقد ديبلوماسيون عرب بشدة ضعف الموقف الأوروبي حيال الجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني الأعزل وطالبوا بلدان الاتحاد، في احتفال نظمته جمعية الصداقة الفلسطينية - البلجيكية، بالمساعدة الفعلية على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. دعا عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير المملكة العربية السعودية الشيخ ناصر العساف الاتحاد الأوروبي إلى "استخدام وسائل الضغط الاقتصادي" ضد الدولة العبرية لإرغامها على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية. وشدد باسم البلدان العربية على أن القدس جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية. وتحدثت المفوضة الفلسطينية العامة في باريس ليلى شهيد عن الموقف اللااخلاقي الذي تسلكه البلدان الأوروبية و"لامبالاتها" بالمأساة الجارية فوق أرض فلسطين. وعكس كلامها نفاد صبر الأوساط العربية أمام تكرر ذرائع ومبررات الجمود الأوروبي. وقارنت بين "تآكل الموقف الأوروبي في الشرق الأوسط واهتمام الاتحاد بالوضع في البلقان وتلهبه بمسائل توسعه في اتجاه وسط أوروبا الشرقية"، فتتفرج البلدان الأوروبية على مأساة الشعب الفلسطيني وعلى تحول ضحية النازية الأوروبية بالأمس إلى نازية جديدة اليوم في الشرق الأوسط. وقالت الديبلوماسية الفلسطينية إن المحرقة "جزء من الثقافة الأوروبية ولا تنتمي للثقافة العربية والإسلامية، فلماذا يدفع الفلسطينيون ثمنها؟". وحاول مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية البلجيكية جان ديروت الرد بأن الاتحاد الأوروبي مهتم بتطورات الوضع في الشرق الأوسط، وسيصدر القادة الأوروبيين بياناً في هذا الشأن في اجتماعهم نهاية الأسبوع في مدينة نيس. وفسر الديبلوماسي البلجيكي "التعاطي الحذر" من الجانب الأوروبي بالرغبة في الحفاظ على قنوات الحوار مع الأطراف كافة. ويدعم الاتحاد الأوروبي تنفيذ تفاهمات شرم الشيخ وارسال مراقبين دوليين لمتابعة الوضع في المنطقة، وبدء لجنة تقصي الحقائق نشاطها من دون تأخير. ودعا المفوض العام الفلسطيني في بروكسيل شوقي الأرملي بلدان الاتحاد الأوروبي ومنها بلجيكا إلى ممارسة ضغوط سياسية واتخاذ عقوبات اقتصادية ضد إسرائيل. وفي بادرة مؤثرة ورمزية عرض رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية - البلجيكية بيير غالون لوحة في مزاد علني رسمتها فنانة بلجيكية عن مشهد محاولة احتماء الشهيد محمد كمال الدرة من الرصاص الإسرائيلي بذراع والده الأعزل. كما عرض مجلس السفراء العرب شريط تقارير مترجمة إلى اللغة الفرنسية كانت بثتها محطة التلفزيون العربية ام بي سي عن وقائع اغتيال الشهيد محمد الدرة وهيجان قطعان المستوطنين ضد الفلسطينيين وعن تسرب أعوان "المستعربين" التابعين للوحدات الخاصة الإسرائيلية داخل صفوف الفلسطينيين لتنفيذ عمليات عدوانية ضد الشبان الفلسطينيين. واستبق مجلس السفراء العرب الهيئات الأخرى واقتن اللوحة بمبلغ رمزي 500 دولار تقديراً لعطاء الشهيد وأهله. وطلب رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية - البلجيكية المساعدة على انجاز مشروع "طائرة لفائدة غزة"، وتبلغ كلفة المشروع 5.12 مليون فرنك بلجيكي نحو 266 ألف دولار، ويهدف إلى توفير سيارة اسعاف وكميات من الأدوية والمعدات الطبية ستنقلها طائرة بلجيكية إلى مطار غزة. وتطالب الجمعية الفلسطينية - البلجيكية السلطات البلجيكية من جهة ثانية، بتعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، لأنها تنتهك بنودها السياسية والتجارية، وقدم رئيس الجمعية إلى مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية البلجيكية 4526 عريضة يطالب فيها مواطنون بوقف التعاون الاقتصادي مع إسرائيل ما لم يتم حظر دخول منتجات المستوطنات إلى السوق الأوروبية.